حكاية علاء الدين أبي الشامات الجزء الأول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
كان يا مكان في سالف العصر والزمان رجل تاجر بمصر يقال له شمس الدين وكان من أحسن التجار و أصدقهم مقالا وهو صاحب خدم وحشم وعبيد وجوار ومماليك وكان معه زوجة يحبها وتحبه وعاشا معا أربعين عام ولم ينجبا الأطفال. وفي أحد أيام الجمعة كان جالسا في دكانه فرأى التجار وكل واحد له ولد او ولدان أو أكثر وهم قاعدون في دكاكين مثل آبائهم فذهب إلى الحمام واغتسل غسل
الجمعة واطلع إلى المرآة وقال "أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله " ونظر إلى لحيته فرأى البياض قد غطى السواد وتذكر أن الشيب نذير الموت .وكانت زوجته تعلم موعد عودته للمنزل فتغتسل وتتزين له فدخل البيت فقالت له مساء الخير فقال لها أنا ما رأيت الخير . فقالت الجارية احضري العشاء فقال لها ما آكل شيئا فقالت له ما سبب ذلك وأي شيء أحزنك فقال لها أنت سبب حزني ، فسألت زوجة علاء الدين زوجها لماذا هي السبب فحدثها بما صار معه في الدكان وأنه قال في نفسه ان الذي أخذ أباك ما يخليك. يقصد الموت ، و ان ليلة دخلت لك حلفتني أنني ما اتزوج عليك ولم أت ليلة بعيدا عنك والحالة أنك عاقر و النكاح فيك كالنحت في الحجر فقالت اقسم بالله على أن العاقة اي المشكلة منك ما هي مني لأن بيضك رائق . فقال لها وما شأن الذي بيضه رائق فقالت هو الذي لا يحبل النساء وهو لا يجيء بأولاد ، فقال لها و أين معكر البيض ( علاج البيض ) وأنا أشتريه لعله يعكر بيضي ، فقالت له فتش عليه عند العطارين فبات التاجر علاء وأصبح نادما لأنه عاير زوجته و ندمت هي حيث عايرته ، ثم توجه إلى السوق فوجد رجلا عطارا فسأله عن علاج له لبيضه فقال كان موجود وفرغ لعله يجده بدكان جاره . وسأل جميع العطارين وهم يضحكون عليه ، وبعد ذلك رجع إلى دكانه فكان في السوق نقيب الدلالين وكان حشاش يتعاطى الأفيون و البرش و يستعمل الحشيش الأخضر وكان اسمه محمد سمسم وكان فقير الحال فألقى السلام على علاء فرد عليه السلام مغتاظ ، فقال الحشاش مالك يا سيدي مغتاظ فحكى علاء جميع ما جرى بينه وبين زوجته وحاله مع العطارين فقال محمد الحشاش أنا عندي معكر البيض وماذا تقول فيمن يجعل زوجتك تحبل منك بعد هذه الأربعين سنة ؟! قال التاجر علاء إن فعلت فأنا أحسن اليك و أنعم عليك فطلب الحشاش منه دينار فاعطاه التاجر دينارين ثم قال الحشاش أحضر هذه السلطانية الصيني ، فأعطاه التاجر السلطانية ، فأخذها وتوجه إلى بياع الحشيش وأخذ منه من الحشيش المكرر الرومي بقدر اثنين أوقية و أخذ جانبا من الكبابة الصيني و القرفة و القرنفل و الحبهان الهيل و الزنجبيل و الفلفل الأبيض و السقنقور الجبلي و دق الجميع و غلاهم في الزيت الطيب و أخذ ثلاث أوراق حصا البان ذكر و أخذ مقدار قدح من الحبة السوداء و نقعه وعمل جميع ذلك معجونا بالعسل النحلي و حطه في السلطانية و رجع بها إلى التاجر و أعطاها للتاجر و قال هذا معكر البيض فينبغي أن تأخذ منه على رأس الملوق بعد أن تأكل اللحم الضاني و الحمام البيتي و تكثر له الخيارات و البهارات و تتعشى و تشرب السكر المكرر ، فأحضر التاجر جميع ذلك وأرسله إلى زوجته وقال لها : اطبخي ذلك طبخاً جيداً وخذي معكر البيض واحفظيه عندك حتى أطلبه ففعلت ما أمرها به ووضعت له الطعام فتعشى ، ثم إنه طلب السلطانية فأكل بقيتها وواقع زوجته فعلقت منه تلك الليلة ففات عليها الشهر الأول والثاني والثالث ولم ينزل عليها الدم فعلمت أنها حملت ثم وفت حملها ولحقها الطلق وقامت الأفراح فقاست الداية المشقة في الخلاص ورقته باسمي محمد وعلي وكبرت وأذنت في أذنه ولفته وأعطته لأمه فأعطته ثديها وأرضعته فشرب وشبع ونام، وأقامت الداية عنده ثلاثة أيام حتى عملوا الحلاوة ليفرقوها في اليوم السابع ثم رشوا ملحه ودخل التاجر وهنأ زوجته بالسلامة وقال لها: أين وديعة الله؟ فقدمت له مولوداً بديع الجمال صنع المدبر الموجود وهو ابن سبعة أيام ولكن الذي ينظره يقول عليه أنه ابن عام ، فنظر التاجر في وجهه فرآه بدراً مشرقاً وله شامات على الخدين، فقال لها: ما سميته؟ فقالت له: لو كان بنتاً كنت سميتها وهذا ولد فلا يسميه إلا أنت ، وكان أهل ذلك الزمن يسمون أولادهم بالفال، فبينما هم يتشاورون في الاسم وإذا بواحد يقول: يا سيدي علاء الدين فقال لها نسميه علاء الدين أبي الشامات ووكل به المراضع والدايات فشرب اللبن عامين وفطموه فكبر وانتشى وعلى الأرض مشى، فلما بلغ من العمر سبع سنين أدخلوه تحت طابق خوفاً عليه من العين وقال هذا لا يخرج من الطابق حتى تطلع لحيته ووكل به جارية وعبداً فصارت الجارية تهيء له السفرة والعبد يحملها إليه ثم إنه طاهره وعمل له وليمة عظيمة ثم بعد ذلك أحضر له فقيهاً يعلمه فعلمه الخط والقرآن والعلم إلى أن صار ماهراً وصاحب معرفة فاتفق أن العبد أوصل إليه السفرة في بعض الأيام ونسي الطابق مفتوحاً فطلع علاء الدين من الطابق ودخل على أمه وكان عندها محضر من أكابر النساء.
فبينما النساء يتحدثن مع أمه وإذا هو داخل عليهن كالمملوك السكران من فرط جماله فحين رأينه النسوة غطين وجوههن وقلن لأمه: الله يجازيك يا فلانة كيف تدخلين علينا هذا المملوك الأجنبي أما تعلمين أن الحياء من الإيمان؟ فقالت لهن: سمين الله إن هذا ولدي وثمرة فؤادي وابن شاه بندر التجار شمس الدين ابن الدادة والقلادة والقشفة واللبابة فقلن لها: عمرنا ما رأينا لك ولداً فقالت: إن أباه خاف عليه من العين فجعل مرباه في طابق تحت الأرض ، فلعل الخادم نسي الطابق مفتوحاً فطلع منه ولم يكن مرادنا أن يطلع منه حتى تطلع لحيته ، فهنأها النسوة بذلك وطلع الغلام من عند النسوة إلى حوش البيت ثم طلع المقعد وجلس فيه، فبينما هو جالس وإذا بالعبيد قد دخلوا ومعهم بغلة أبيه فقال لهم علاء الدين : أين كانت هذه البغلة ؟ فقالوا له: نحن أوصلنا أباك إلى الدكان وهو راكب عليها وجئنا بها. فقال لهم: أي شيء صنعه أبي؟ فقالوا إن أباك شاه بندر التجار بأرض مصر وهو سلطان أولاد العرب. فدخل علاء الدين على أمه وقال لها: يا أمي ما صناعة أبي فقالت له: يا ولدي إن أباك تاجر وهو شاه بندر التجار بأرض مصر وسلطان أولاد العرب وعبيده لا تشاوره في البيع إلا على البيعة التي تكون أقل ثمنها ألف دينار وأما البيع التي تكون بتسعمائة دينار فأقل فإنهم لا يشاورنه عليها بل يبيعونها بأنفسهم ولا يأتي متجر من من بلاد الناس قليلاً أو كثيراً إلا ويدخل تحت يده ويتصرف فيه كيف يشاء ولا ينحزم متجراً ويروح بلاد الناس إلا ويكون من بيت أبيك والله تعالى أعطى أباك يا ولدي مالاً كثيراً لا يحصى .
إلى اللقاء فموعدنا الجزء الثاني
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم