حكاية حاتم الطائي مع ملك حمير ذو الكراع .
مما يروى عن كرم حاتم الطائي أنه لما مات دفن في رأس جبل وعملوا على قبره حوضين من حجر وصور بنات محلولات الشعر من حجر وكان تحت ذلك الجبل نهر جار فإذا نزلت الوفود يسمعون صراخا في الليل من العشاء إلى الصباح . فإذا أصبحوا لم يجدوا أحد غير البنات المصورة من الحجر .
فلما نزل ذو الكراع ملك حمير بذلك الوادي خارجا عن عشيرته بات تلك الليلة هناك . وتقرب من ذلك الموضع فسمع الصراخ فقال ما هذا العويل؟! ما هذا العويل الذي فوق الجبل ؟! فقالوا له إن هذا قبر حاتم الطائي وان عليه حوضين من حجر وصور بنات محلولات الشعر من حجر وكل ليلة يسمع النازلون هذا العويل والصراخ فقال ذو الكراع ويهزأ بحاتم الطائي يا حاتم نحن الليلة ضيوفك ونحن خماص (يعني جوعا) فغلب عليه النوم ثم استيقظ وهو مرعوب وقال :- يا عرب الحقوني وادركوا راحلتي فلما جاءوه وجدوا الناقة تضطرب فنحروها وشووا لحمها و أكلوه ثم سألوه عن سبب ذلك فقال إني نمت فرأيت حاتما الطائي في المنام قد جاءني بسيف وقال جئنا ولم يكن عندنا شيء وعقر ناقتي بالسيف و لو لم تنحروها لماتت .
فلما أصبح الصباح ركب ذو الكراع راحلة واحد من أصحابه ثم أردفه خلفه فلما كان في وسط النهار رأوا راكبا على راحله وفي يده راحلة أخرى فقالوا له من أنت ؟! قال أنا عدي بن حاتم الطائي ثم قال أين ذو الكراع أمير حمير ؟ فقالوا له هو هذا فقال اركب هذه الناقة عوضا عن راحلتك فإن ناقتك قد نحرها أبي لك . قال ومن أخبرك ؟! قال أتاني في المنام في هذه الليلة وقال لي يا عدي إن ذو الكوارع ملك حمير استضافني فنحرت له ناقته فأدركه بناقة يركبها فإني لم يكن عندي شيء فأخذها ذو الكراع وتعجب من كرم حاتم الطائي حيا وميتا . الخلاصة
الدروس المستفادة من الحكاية ( حكاية حاتم الطائي وملك حمير):-
١- من العادات السيئة في الجاهلية عبادة الأوثان وعمل التماثيل والأصنام من الحجارة وعبادتها .
٢- عمل التماثيل على قبور الأسياد وتعظيم القبور .
٣- الشياطين والجن تسكن الأماكن المهجورة والبيوت التي لا يذكر فيها اسم الله ولا يقام فيها الصلاة او يقرء فيها القرآن لذا ينبغي علينا اذا نزلنا منزلا نقول "باسمك اللهم ولجنا وباسمك خرجنا وعليك توكلنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإذا سمعت الجن هذا الدعاء قالوا لبعضهم لا مكان ولا مبيت لكم ولا طعام وترتحل من هذا المكان .
٤- حاتم الطائي يضرب فيه المثل في الكرم فإذا رأينا شخصا كريما جوادا نقول له " أكرم من حاتم " .
٥- حث الإسلام على الكرم وإكرام الضيف لقوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " دلالة على إكرام الضيف بالطعام والشراب وحسن الاستقبال والابتسام فلا يفيد الطعام والشراب مع صاحب الوجه العبوس .
٦- حثنا الإسلام على بر الوالدين أحياء واموات فلا نرفض لهم طلبا ونطيعها ونعاملهما بإحسان . ومن بر الابن لوالديه أموات فبالصدقة والدعاء لهم . لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عنه كل عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " فلا تحرموا آباءكم وأمهاتكم من بركم سواء أحياء او اموات .
بارك الله فيكم على متابعتنا و نستودعكم من لا تضيع عنده الودائع .
بارك الله فيكم على متابعتنا و نستودعكم من لا تضيع عنده الودائع .
قصة جميلة ورائعة
ردحذف