random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية علاء الدين ابي الشامات ( الجزء العاشر و الاخير )

حكاية علاء الدين ابي الشامات
حكاية علاء الدين ابي الشامات ( الجزء العاشر و الاخير )
ان علاء الدين لما نظر إلى بنت الملك، ورأى بصحبتها صبية وهي تقول لتلك الصبية آنست يا زبيدة فأمعن علاء الدين النظر في تلك الصبية فرآها زوجته زبيدة العودية التي كانت ماتت، ثم إن بنت الملك قالت لزبيدة قومي اعملي لنا نوبة على العود، فقالت لها أنا لا أعمل لك نوبة حتى تبلغيني مرادي وتفي لي بما وعدتني به. فقالت لها ما الذي وعدتك به قالت لها: وعدتني بجمع شملي بزوجي علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقالت لها: يا زبيدة طيبي نفساً وقري عيناً واعملي لنا نوبة حلاوة اجتماع شملك بزوجك علاء الدين، فقالت لها: وأين هو فقالت لها: إنه هنا في هذا المخدع يسمع كلامنا فعملت نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود فلما سمع ذلك علاء الدين هاجت بلابله وخرج من المخدع وهجم عليهما وأخذ زوجته زبيدة العودية بالحضن وعرفته فاعتنق الاثنان بعضهما ووقعا على الأرض مغشياً عليهما، فتقدمت الملكة حسن مريم ورشت عليهما ماء الورد ونبهتهما وقالت جمع الله شملكما. فقال لها 
علاء الدين على محبتك يا سيدتي ثم التفت علاء الدين إلى زوجته زبيدة العودية وقال لها: أنت قد مت يا زبيدة ودفناك في القبر فكيف حييت وجئت إلى هذا المكان فقالت له: يا سيدي أنا ما مت وإنما اختطفني عون من أعوان الجان وطار بي إلى هذا المكان وأما التي دفنتموها فإنها جنية ، وتصورت في صورتي وعملت أنها ميتة وبعدما دفنتوها شقت القبر وخرجت منه وراحت إلى خدمة سيدتها حسن مريم بنت الملك. و أما أنا فإني صرعت وفتحت عيني فرأيت نفسي عند حسن مريم بنت الملك وهي هذه فقلت لها: لأي شيء جئت بي إلى هنا، فقالت لي أنا موعودة بزواجي بزوجك علاء الدين أبي الشامات فهل تقبليني يا زبيدة أن أكون ضرتك ويكون لي ليلة ولك ليلة فقلت لها سمعاً وطاعة يا سيدتي ولكن أين زوجي فقالت: إنه مكتوب على جبينه ما قدره الله تعالى فمتى استوفى ما على جبينه لا بد أن يجيء إلى هذا المكان ولكن نتسلى على فراقه بالنغمات والطرب على الآلات حتى يجمعنا الله به فمكثت عندها هذه المدة إلى أن جمع الله شملي بك في هذه الكنيسة.ثم إن حسن مريم التفتت إليه وقالت له: يا سيدي علاء الدين هل تقبلني أن أكون أهلاً وتكون بعلاً ؟ فقال لها: يا سيدتي أنا مسلم وأنت نصرانية فكيف أتزوج بك ؟ فقالت: حاشا الله أن أكون كافرة بل أنا مسلمة ولي ثمانية عشر عاماً وأنا متمسكة بدين الإسلام وإني بريئة من كل دين يخالف دين الإسلام فقال لها: يا سيدتي مرادي أن أروح إلى بلادي فقالت له: اعلم أني رأيت مكتوباً على جبينك أموراً لا بد أن تستوفيها وتبلغ غرضك ونهنيك يا علاء الدين أنه ظهر لك ولد اسمه أصلان وهو الآن جالس في مرتبتك عند الخليفة وقد بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً واعلم أنه ظهر الحق واختفى الباطل وربنا كشف الستر عن الذي سرق أمتعة الخليفة وهو أحمد قماقم السراق الخائن وهو الآن في السجن محبوس ومقيد واعلم أني أنا التي أرسلت إليك الخرزة ووضعتها لك في داخل الجراب الذي كان في الدكان وأنا التي أرسلت القبطان وجاء لك بالخرزة واعلم أن هذا القبطان متعلق بي، ويطلب مني الوصال فما رضيت أن أمكنه من نفسي إلا إذا جئت لي بالخرزة وصاحبها وأعطيته مائة كيس وأرسلته في صفة تاجر وهو قبطان ولما قدموك إلى القتل بعد قتل الأربعين الأسارى الذين كنت معهم أرسلت إليك هذه العجوز فقال لها: جزاك الله عني كل خير. ثم إن حسن مريم جددت إسلامها على يديه ولما عرف صدق كلامها قال لها: خبريني عن فضيلة هذه الخرزة من أين هي فقالت له: هذه الخرزة من كنز مرصود وفيها خمس فضائل تنفعنا عند الاحتياج إليها وإن جدتي أم أبي كانت ساحرة تحل الرموز وتختلس ما في الكنوز فوقعت لها هذه الخرزة من كنز فلما كبرت أنا وبلغت من العمر أربعة عشر عاماً قرأت الإنجيل وغيره من الكتب السماوية فرأيت اسم محمد صلى الله عليه وسلم في الأربعة كتب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فآمنت بمحمد وأسلمت وتحققت بعقلي أنه لا يعبد بحق إلا الله تعالى وأنه رب الأنام لا يرضى إلا دين الإسلام وكانت جدتي حين ضعفت وهبت لي هذه الخرزة وأعلمتني بما فيها من الخمس فضائل وقبل أن تموت جدتي قال أبي: اضربي لي تخت رمل وانظري عاقبة أمري وما يحصل لي. فقالت له: إن البعيد يموت قتيلاً من أسير يجيء من الإسكندرية، فحلف أبي أن يقتل كل أسير يجيء منها وأخبر القبطان بذلك وقال له: لا بد أن تهجم على مراكب المسلمين وكل من رأيته من الإسكندرية تقتله أو تجيء به إلي، فامتثل أمره حتى قتل عدد شعر رأسه. ثم هلكت جدتي فطلعت أنا وضربت لي تخت رمل وأضمرت ما في نفسي وقلت: يا هل من يتزوج بي؟ فظهر أنه لا يتزوج بي إلا واحد يسمى علاء الدين أبا الشامات الثقة الأمين فتعجبت من ذلك وصبرت إلى أن آن الأوان واجتمعت بك ثم إنه تزوج بها وقال لها: أنا مرادي أن أروح إلى بلادي فقالت له: إذا كان الأمر كذلك فتعال معي ثم أخذته وخبأته في مخدع قصرها ودخلت على أبيها فقال لها: يا ابنتي أنا عندي اليوم قبض زائد فاقعدي حتى أسكر معك فقعد ودعا بسفرة المدام وصارت تملأ وتسقيه حتى غاب عن الوجود ثم إنها وضعت له البنج في قدح فشربه وانقلب على قفاه ثم جاءت إلى علاء الدين وأخرجته من المخدع وقالت له: إن خصمك مطروح على قفاه فافعل به ما شئت فإني أسكرته وبنجته فدخل علاء الدين فرآه مبنجاً فكتفه تكتيفاً وثيقاً. ثم ان علاء الدين أعطى الملك أبا حسن مريم ضد البنج فأفاق فوجد علاء الدين وابنته راكبين على صدره فقال لها: يا ابنتي أتفعلين معي هذه الفعال؟ فقالت له: إن كنت ابنتك فأسلم لأنني أسلمت وقد تبين لي الحق فاتبعته والباطل فاجتنبته وقد أسلمت لله رب العالمين وإنني بريئة من كل دين خالف دين الإسلام في الدنيا والآخرة فإن أسلمت حباً وكرامة وإلا فقتلتك  ثم نصحه علاء الدين فأبى وتمرد فسحب علاء الدين خنجراً ونحره من الوريد إلى الوريد وكتبت ورقة بصورة الذي جرى ووضعتها على جبهته واخذا ما خف حمله وغلا ثمنه وطلعا من القصر وتوجها إلى الكنيسة. فأحضرت الخرزة وحطت يدها على الوجه الذي هو منقوش عليه السرير ودعكته وإذا بسرير وضع قدامها فركبت هي وعلاء الدين وزوجته زبيدة العودية على ذلك السرير وقالت: بحق ما كتب لنا بهذه الخرزة من الأسماء والطلاسم وعلوم الأقلام أن ترتفع بنا يا سرير فارتفع بهما السرير وسارا إلى واد لا نبات فيه فأقامت الأربعة وجوه الباقية من الخرزة إلى الأسماء وقلبت الوجه المرسوم عليه السماء فنزل بهما إلى الأرض وقلبت الوجه المرسوم عليه هيئة صيوان في هذا الوادي فانتصب الصيوان وجلسوا فيه وكان ذلك الوادي أقفر لا نبات فيه ولا ماء. فقلبت الأربعة وجوه إلى السماء وقالت بحق أسماء الله تنبت هنا أشجار ويجري بجانبها بحر فنبتت الأشجار في الحال وجرى بجانبها بحر عجاج متلاطم بالأمواج فتوضؤا منه وصلوا وشربوا وقلبت الثلاثة وجوه الباقية من الخرزة إلى الوجه الذي عليه هيئة سفرة الطعام وقالت: بحق أسماء الله يمتد السماط وإذا بسماط امتد وفيه سائر الأطعمة الفاخرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا. هذا ما كان من أمرهما. وأما ما كان من أمر ابن الملك فإنه دخل ينبه أباه فوجده قتيلاً ووجد الورقة التي كتبها علاء الدين فقرأها وعرف ما فيها ثم فتش على أخته فلم يجدها فذهب إلى العجوز في الكنيسة وسألها عنها فقالت: من أمس ما رأيتها فعاد إلى العسكر وقال لهم: الخيل يا أربابها وأخبرهم بالذي جرى فركبوا الخيل وسافروا إلى أن قربوا من الصيوان فالتفتت حسن مريم فرأت الغبار قد سد الأقطار وبعد أن علا وطار وانكشف فظهر من تحته أخوها والعسكر وهم ينادون: إلى أين تقصدون نحن وراءكم؟ فقالت الصبية لعلاء الدين: كيف ثباتك في الحرب والنزال؟ فقال لها: مثل الوتد في النخال فإني ما أعرف الحرب والكفاح ولا السيوف والرماح فسحبت الخرزة ودعكت الوجه المرسوم عليه صورة الفرس والفارس وإذا بفارس ظهر من البر ولم يزل يضرب فيهم بالسيف إلى أن كسرهم وطردهم ثم قالت له: أتسافر إلى مصر أو الإسكندرية ؟ فقال: إلى الإسكندرية فركبوا على السرير وعزمت فسار بهم في لحظة إلى أن نزلوا في الإسكندرية فأدخلهم علاء الدين في مغارة وذهب إلى الإسكندرية فأتاهم بثياب وألبسهم إياها وتوجه بهم إلى الدكان والطبقة ثم طلع يجيء لهم بغذاء وإذا بالمقدم أحمد الدنف قادم من بغداد فرآه في الطريق فقابله بالعناق وسلم عليه ورحب به ثم إن المقدم أحمد الدنف بشره بولده أصلان وانه بلغ من العمر عشرين عاماً وحكى له علاء الدين ما جرى له من الأول إلى الآخر وأخذه إلى الدكان والطبقة فتعجب أحمد الدنف من ذلك غاية العجب وباتوا تلك الليلة. و لما أصبحوا باع علاء الدين الدكان ووضع ثمنها على ما معه ثم إن أحمد الدنف أخبر علاء الدين بأن الخليفة يطلبه فقال له: أنا رائح إلى مصر أسلم على أبي وأمي وأهل بيتي فركبوا السرير جميعاً وتوجهوا إلى مصر السعيدة ونزلوا في الرب الأصفر لأن بيتهم كان في تلك الحارة ودق باب بيتهم فقالت أمه: من بالباب بعد فقد الأحباب؟ فقال: أنا علاء الدين فنزلوا وأخذوه بالأحضان ثم أدخل زوجته وما معه في البيت وبعد ذلك دخل وأحمد الدنف صحبته وأخذوا لهم راحة ثلاثة أيام ثم طلب السفر إلى بغداد فقال له أبوه: يا ولدي اجلس عندي. فقال: ما أقدر على فراق ولدي أصلان ثم إنه أخذ أباه وأمه معه وسافروا إلى بغداد فدخل أحمد الدنف وبشر الخليفة بقدوم علاء الدين وحكى له حكايته فطلب الخليفة ملتقاه وأخذ معه ولده أصلان وقابلوه بالأحضان وأمر الخليفة بإحضار أحمد قماقم السراق فلما حضر بين يديه قال: يا علاء الدين دونك وخصمك فسحب علاء الدين السيف وضرب أحمد قماقم فرمى عنقه ثم إن الخليفة عمل لعلاء الدين فرحاً عظيماً بعد أن أحضر القضاة والشهود وكتب كتابه على حسن مريم ولما دخل عليها وجدها درة لم تثقب ثم جعل ولده أصلان رئيس الستين وخلع عليه الخلع السنية وأقاموا في أرغد عيش وأهنأه إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات.
الـــنــهـايـــة 

انتهت قصتنا الى اللقاء في قصة جديدة بان الله

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016