random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية علي شار مع زمرد الجارية ( الجزء الاول )

حكاية علي شار مع زمرد الجارية ( الجزء الاول )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
يحكي أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان تاجر من التجار في بلاد خراسان اسمه مجد وله مال كثير وعبيد ومماليك وغلمان، إلا أنه بلغ من العمر ستين سنة ولم يرزق ولداً وبعد ذلك رزقه الله تعالى ولداً فسماه علي ، فلما نشأ الغلام صار كالبدر ليلة التمام. ولما بلغ مبلغ الرجال وحازصفات الكمال ضعف والده بمرض الموت فدعا بولده وقال له: يا ولدي إنه قد قرب وقت المنية وأريد أن أوصيك بوصية فقال له: وما هي يا والدي فقال له: اوصيك أنك لا تعاشر أحد من الناس وتجنب ما يجلب الضر واليأس وجليس السوء فإنه كالحداد إن لم تحرقك ناره يضره دخانه وما أحسن قول الشاعر:
 ما في زمانك من ترجو مودتـه * * *         
 ولا صديـق إذا خان الزمان وفى
فـعـش فريداً ولا تركن إلى أحـد   * * *        
ها قد نصحتك فيما قــلته وكــفى
فقال: يا أبي سمعت وأطعت ثم ماذا أفعل؟ فقال: افعل الخير إذا قدرت ودم على صنع الجميل من الناس واغتنم بذل المعروف فما في كل وقت ينجح الطلب وما أحسن قول الشاعر:
 ليس في كل ساعة وأوان * * *        
 تأتي صـنائع الإحـسـان
 فإذا أمسكتك بادر إليهـا * * *          
 احذر من تعذر الإمكان
فقال: سمعت وأطعت.  ثم ماذا ؟ قال: يا ولدي احفظ الله يحفظك وصن مالك ولا تفرط فيه فإنك إن فرطت فيه تحتاج إلى أقل الناس واعلم أن قيمة المرء ما ملكت يمينه وما أحسن قول الشاعر:
 إن قل مالي فلا خل يصاحبنـي  * * *         
 وإن زاد مالي فكل الناس خلاني
  فكم عدو لأجل المال صاحبني * * *         
  وكم صديق لفقد المال عادانـي
فقال: ثم ماذا قال: يا ولدي شاور من هو أكبر منك سناً ولا تجعل في الأمر الذي تريده وارحم من هو دونك يرحمك من هو فوقك ولا تظلم أحداً فيسلط الله عليك من يظلمك وما أحسن قول الشاعر:
 أقرن برأيك غيرك واستشر * * *       
فالرأي لا يخفى على الاثنين
فالمرء مرآة تريه وجـهـه  * * *        
ويرى قفاه بجمع مرآتـين .
وقول الآخر:
  تأن ولا تعجـل لأمـر تـريده * * *            
و كن راحماً للناس تبلى براحم
فما من يد إلا يد الله فوقـهـا * * *           
ولا ظالم إلا سيبلى بـظـالـم
وقول الآخر:
 ولاتظلمن إذا كنت مقتـدراً * * *        
 إن الظلوم على حدً من النقم
 تنام عيناك والمظلوم منتبـه* * *         
يدعو عليك وعين الله لم تنم
وإياك وشرب الخمر فهو رأس كل شر وشربه مذهب العقول ويزري بصاحبه وما أحسن قول الشاعر:
 تالله لا خامرتني الخمر ما عـلـقـت * * *        
روحي بجسمي وأقوالي بإفصاحـي
ولا صبوت إلـى مـشـمـولة أبـداً * * *           
يوماً ولا اخترت ندماناً سوى الصاحي
فهذه وصيتي لك فاجعلها بين عينيك والله خليفتي عليك ثم غشي عليه فسكت ساعة واستفاق فاستغفر الله وتوفي إلى رحمة الله تعالى فبكى عليه ولده وانتحب ثم أخذ في تجهيزه على ما يجب ومشيت في جنازته الأكابر والأصاغر وصار القراء يقرؤن حول تابوته وما ترك من حقه شيئاً إلا وفعله ثم صلوا عليه وواروه التراب وكتبوا على قبره هذين البيتين:
خلقت من التراب فصرت حياً * * *          
وعلمت الفصاحة في الخطاب
 وعدت إلى التراب فصرت ميتاً * * *        
 كأنك ما برحت من التـراب
حزن عليه ولده علي شار حزناً شديداً وعمل عزاءه على عادة الأعيان واستمر حزيناً على أبيه إلى أن ماتت أمه بعده بمدة يسيرة ففعل بوالدته مثل ما فعل بأبيه ثم بعد ذلك جلس في الدكان يبيع ويشتري ولا يعاشر أحداً من خلق الله تعالى عملاً بوصية أبيه واستمر على ذلك مدة سنة وبعد السنة دخلت عليه النساء الزواني بالحيل وصاحبوه حتى مال معهم إلى الفساد وأعرض عن طريق الرشاد وشرب الراح بالأقداح و الى الملاح غدا أو رواح وقال في نفسه إن والدي جمع لي هذا المال وأنا إن لم أتصرف فيه فلمن أخليه والله لا أفعل إلا كما قال الشاعر:
إن كنت دهره كله * * *          
تحوي إليك تجمع
 فمتى بما حصلته * * *          
وحويته تتمـتـع
وما زال علي شار يبذل في المال إناء الليل وأطراف النهار حتى ذهب ماله كله وافتقر حاله وتكدر باله وباع الدكان والأماكن وغيرها ثم بعد ذلك باع ثياب بدنه ولم يترك لنفسه غير بدلة واحدة فلما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وقع في الحسرة وقعد يوماً من الصبح إلى العصر بغير إفطار فقال في نفسه أنا أدور على الذين كنت أنفق مالي عليهم لعل أحداً منهم يطعمني في هذا اليوم فدار عليهم جميعاً وكلما طرق باب واحد منهم ينكر نفسه ويتوارى منه حتى أحرقه الجوع ثم ذهب إلى سوق التجار. فوجد حلقة إزدحام والناس مجتمعون فيها فقال في نفسه يا ترى ما سبب اجتماع هؤلاء الناس والله لا أنتقل من هذا المكان حتى أتفرج على هذه الحلقة ثم تقدم فوجد جارية خماسية معتدلة القد موردة الخد قاعدة النهد قد فاقت أهل زمانها في الحسن والجمال والبهاء والكمال كما قال بعض واصفيها:
كما اشتهت خلقت حتى إذا كملـت * * *            
في قالب الحسن لا طول ولا قصر
والحسن أصبح مشغوفاً بصورتهـا * * *            
والصد أبعد لها والتيه والـخـفـر
فالبدر طلعتها والغصن قامـتـهـا * * *              
والمسك نكهتها ما مثلهـا بشر
كأنها أفرغت مـن مـاء لـؤلـؤة  * * *             
 في كل جارحة من حسنها قـمـر
وكانت تلك الجارية اسمها زمرد فلما نظرها علي شار تعجب من حسنها وجمالها وقال والله لا أبرح حتى انظر القدر الذي يبلغه ثمن هذه الجارية وأعرف الذي يشتريها، ثم وقف بجملة التجار فظنوا أنه يشتري لما يعلمون من غناه بالمال الذي ورثه من والده ثم إن الدلال وقف على رأس الجارية وقال: يا تجار يا أرباب الأموال من يفتح باب السعر في هذه الجارية سيدة الأقمار الدرة السنية زمرد السنورية بغية الطالب ونزهة الراغب فافتحوا الباب فليس على من فتحه لوم ولا عتاب فقال بعض التجار علي بخمسمائة دينار.وقال آخر: وعشرة فقال شيخ يسمى رشيد الدين وكان أزرق العين قبيح المنظر: ومائة وقال آخر: وعشرة قال الشيخ: بألف دينار، فحبس التجار ألسنتهم وسكتوا فشاور الدلال سيدها فقال: أنا حالف أني لا أبيعها إلا لمن تختاره فشاورها فجاء الدلال إليها وقال: يا سيدة الأقمار إن هذا التاجر يريد أن يشتريك فنظرت إليه فوجدته كما ذكرنا فقالت للدلال: ألا أباع لشيخ أوقعته الهموم في أسوأ حال ولله در من قال:
 سألتها قبـلة يومـاً وقـد نـظـرت * * *             
شيبي وقد كنت ذا مـال وذا نعم
 فأعرضت عن مرامي وهـي قـائلة * * *          
لا والذي خلق الإنسـان مـن عـدم
ما كان لي في بياض الشيب من أرب * * *      
 أفي الحياة يكون القطن حشو فمـي
فلما سمع الدلال قولها قال لها: والله أنك معذورة وقيمتك عشرة آلاف دينار ثم أعلم سيدها أنها ما رضيت بذلك الشيخ فقال: شاورها في غيره فتقدم إنسان آخر وقال: علي بما أعطى فيها الشيخ الذي لم ترض به فنظرت إلى ذلك الرجل فوجدته مصبوغ اللحية فقالت ما هذا العيب والريب وسواد وجه الشيب وأنشدت هذين البيتين:

 قالت أراك خضبت الشيب قلت لها* * *        
 سترته عنك يا سمعي ويا بصري
فقهقهت ثم قالت إن ذا عـجـب * * *            
 تكاثر الغش حتى صار بالشعـر
فلما سمع الدلال شعرها قال لها: والله إنك صدقت فقال التاجر: ما الذي قالت فأعاد عليه الأبيات فعرف أن الحق على نفسه وامتنع من شرائها فتقدم تاجر آخر وقال: شاورها على الثمن الذي سمعته فشاورها فنظرت إليه فوجدته أعور فقالت: هذا أعور فقال لها الدلال: يا سيدتي انظري من يعجبك من الحاضرين وقولي عليه حتى أبيعك له، فنظرت إلى حلقة التجار وتفرستهم واحداً بعد واحد فوقع نظرها على علي شار. 
الى اللقاء في الجزء الثاني 
لا تنسوا المتابعة و الاعجاب و مشاركة القصة و التعليق لتزدان المدونة جمالا و اشراقا

رابط الجزء الاول من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء الثاني من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء الثالث من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء الرابع من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء الخامس من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء السادس من حكاية علي شار و الجارية زمردة 
رابط الجزء السابع من حكاية علي شار و الجارية زمردة 

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016