random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية علاء الدين ابي الشامات (الجزء الثامن)

حكاية علاء الدين ابي الشامات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...

حكاية علاء الدين ابي الشامات (الجزء الثامن)

ان أحمد قماقم أخذ ما أراده وأخذ فرماناً بالهجوم على البيوت وتفتيشها ونزل وبيده قضيب ثلثه من الشؤم وثلثه من النحاس وثلثه من الحديد والفولاذ وفتش سرايا الخليفة وسرايا الوزير جعفر ودار على بيوت الحجاب والنواب إلى أن مر على بيت علاء الدين أبي الشامات فلما سمع الضجة علاء الدين قام من عند ياسمين زوجته وفتح الباب فوجد الوالي في كوكبة فقال له: ما الخبر يا أمير خالد؟ فحكى له جميع القضية فقال علاء الدين: أدخلوا بيتي وفتشوه. فقال الوالي: العفو يا سيدي أنت أمين وحاشا أن يكون الأمين خائناً فقال له: لا بد من تفتيش بيتي فدخل الوالي والقضاة والشهود وتقدم أحمد قماقم إلى داره أرض القاعة وجاء إلى الرخامة التي دفن تحتها الأمتعة وأرخى القضيب على اللوح الرخام بعزمه فانكسرت الرخامة وإذا بشيء ينور تحتها فقال المقدم: باسم الله ما شاء الله على بركة قدومنا انفتح لنا كنز وأريد أن أنزل إلى هذا المطلب وأنظر ما فيه. فنظر القاضي والشهود إلى ذلك المحل فوجدوا الأمتعة بتمامها فكتبوا ورقة مضمونها أنهم وجدوا الأمتعة في بيت علاء الدين ثم وضعوا في تلك الورقة ختومهم وأمروا بالقبض على علاء الدين وأخذوا عمامته من فوق رأسه وضبطوا جميع ماله ورزقه في قائمة وقبض أحمد قماقم السراق على الجارية ياسمين وكانت أحسن حالاً من علاء الدين وأعطاها لأمه وقال لها: سلميها لخاتون امرأة الوالي فأخذت ياسمين ودخلت بها على زوجة الوالي فلما رآها حبظلم بظاظة جاءت له العافية وقام من وقته وساعته وفرح فرحاً شديداً وتقرب إليها فسحبت خنجراً من حياصتها وقالت له: ابعد عني وإلا أقتلك وأقتل نفسي فقالت لها أمه خاتون: يا عاهرة خلي ولدي يبلغ منك مراده؟ فقالت لها: يا كلبة في أي مذهب يجوز للمرأة أن تتزوج باثنين وأي شيء أوصل الكلاب أن تدخل في مواطن السباع ؟ فزاد بالولد الغرام وأضعفه الوجد والهيام وقطع الزاد ولزم الوساد . فقالت لها امرأة الوالي: يا عاهرة كيف تحسريني على ولدي لا بد من تعذيبك وأما علاء الدين فإنه لا بد من شنقه فقالت لها: أنا أموت على محبته فقامت زوجة الوالي ونزعت عنها ما كان عليها من الصيغة وثياب الحرير وألبستها لباساً من الخيش وقميصاً من الشعر وأنزلتها في المطبخ وعملتها من الجواري الخدمة وقالت لها: جزاؤك أنك تكسرين من الحطب وتقشرين البصل وتحطين النار تحت الحلل، فقالت لها: أرضى بكل عذاب وخدمة ولا أرضى رؤية ولدك فحنن الله عليها قلوب الجواري وصرن يتعاطين الخدمة عنها في المطبخ. هذا ما كان من أمر ياسمين. و أما ما كان من أمر علاء الدين أبي الشامات فأنهم أخذوه هو وأمتعة الخليفة وساروا به إلى أن وصلوا إلى الديوان، فبينما الخليفة جالساً على الكرسي وإذا هم طالعون بعلاء الدين ومعه الأمتعة فقال الخليفة: أين وجدتموها؟ فقالوا له: في وسط بيت علاء الدين أبي الشامات فامتزج الخليفة بالغضب وأخذ الأمتعة فلم يجد المصباح فقال الخليفة: أين المصباح؟ فقال له علاء الدين: أنا ما سرقت ولا علمت ولا رأيت ولا معي خبر فقال له: يا خائن كيف أقربك إلي وتبعدني عنك وأستأمنك وتخونني ثم أمر بشنقه فنزل به الوالي والمنادي ينادي عليه: هذا جزاء من يخون الخلفاء الراشدين فاجتمع الخلائق عند المشنقة. هذا ما كان من أمر علاء الدين. و أما ما كان من أمر أحمد الدنف كبير علاء الدين فإنه كان قاعداً هو وأتباعه على بستان فبينما هم جالسون في حظ وسرور وإذا برجل سقاء من السقائين في الديوان دخل عليهم وقبل يد أحمد الدنف وقال: يا مقدم أحمد يا دنف أنت قاعد في صفاء الماء تحت رجليك وما عندك علم بما حصل؟ فقال له أحمد الدنف: ما الخبر؟ فقال السقاء إن ولدك في عهد الله علاء الدين نزلوا به إلى المشنقة، فقال الدنف: ما عندك من الحيلة يا حسن شومان؟ فقال له: أستغرب هذا الأمر وهذا ملعوب عليه من واحد عدو فقال له: ما الرأي عندك؟ فقال: خلاصه علينا إن شاء المولى ثم إن حسن شومان ذهب إلى السجن وقال للسجان: أعطنا واحداً يكون مستوجباً للقتل فأعطاه واحداً وكان شبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات فغطى رأسه وأخذه أحمد الدنف بينه وبين علي الزيبق المصري وكانوا قدموا علاء الدين إلى الشنق فتقدم الدنف وحط رجله على رجل المشاعلي فقال له المشاعلي: أعطني الوسع حتى أعمل صنعتي فقال له: يا لعين خذ هذا الرجل واشنقه موضع علاء الدين أبي الشامات فإنه مظلوم وانفدى إسماعيل بالكبش فأخذ علي المشاعلي ذلك الرجل وشنقه عوضاً عن علاء الدين ثم إن أحمد الدنف وعلي الزيبق المصري أخذا علاء الدين وسارا به إلى قاعة أحمد الدنف فلما دخلوا عليه قال له علاء الدين: جزاك الله خيراً يا كبيري فقال له أحمد الدنف: ما هذا الفعل الذي فعلته؟ ورحم الله من قال: من ائتمنك فلا تخونه ولو كنت خائناً والخليفة مكنك عنده وسماك بالثقة الأمين، كيف تفعل معه هكذا وتأخذ أمتعته؟ فقال علاء الدين: والاسم الأعظم يا كبيري ما هي عملتي ولا لي فيها ذنب ولا أعرف من عملها، فقال أحمد الدنف: إن هذه العملة ما عملها إلا عدو مبين ومن فعل شيئاً يجازي به ولكن يا علاء الدين أنت ما بقي لك إقامة في بغداد فإن الملوك لا تعادى يا ولدي ومن كانت الملوك في طلبه يطول تعبه؟ فقال علاء الدين: أين أروح يا كبيري؟ فقال له: أنا أوصلك إلى الإسكندرية فإنها مباركة وعتبتها خضراء وعيشتها هنيئة فقال له: سمعاً وطاعة يا كبيري فقال أحمد الدنف لحسن شومان: خل بالك وإذا سأل عني الخليفة فقل له: أنه راح يطوف على البلاد ثم أخذه وخرج من بغداد ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الكروم والبساتين فوجدا يهوديين من عمال الخليفة راكبين على بغلتين فقال أحمد الدنف لليهوديين: هاتوا الغفر فقال اليهوديان: نعطيك الغفر على أي شيء؟ فقال لهما؟ أنا غفير هذا الوادي فأعطاه كل منهما مائة دينار وبعد ذلك قتلهما أحمد الدنف وأخذ البغلتين في خان وباتا فيه. و لما أصبح الصباح باع علاء الدين بغلته وأوصى البواب على بغلة أحمد الدنف ونزل في مركب من مينة إياس حتى وصلا إلى الإسكندرية فطلع أحمد الدنف ومعه علاء الدين ومشيا في السوق وإذا بدلال يدلل على دكان ومن داخل الدكان طبقة على تسعمائة وخمسين ديناراً فقال علاء الدين: علي بألف فسمح له البائع وكانت لبيت المال فتسلم علاء الدين المفاتيح وفتح الطبقة فوجدها مفروشة بالفرش والمساند ورأى فيها حاصلاً فيه قلاع وصواري وحبال وصناديق وأجرة ملآنة خرزاً وودعاً وركابات وأطياراً ودبابيس وسكاكين ومقصات وغير ذلك لأن صاحبه كان سقطيا فقعد علاء الدين أبي الشامات في الدكان وقال له أحمد الدنف: يا ولدي الدكان والطبقة وما فيهما صارت ملكك فاقعد فيها وبع واشتري ولا تنكر فإن الله تعالى بارك في التجارة وأقام عنده ثلاثة أيام واليوم الرابع أخذ خاطره وقال له: استقر في هذا المكان حتى أروح وأعود إليك بخبر من الخليفة بالأمان عليك وأنظر الذي عمل معك هذا الملعوب ثم توجه مسافراً حتى وصل إلى إياس فأخذ البغلة من الخان وسار إلى بغداد فاجتمع بحسن شومان واتباعه وقال: يا حسن هل الخليفة سأل عني؟ فقال: ولا خطرت على باله فقام في خدمة الخليفة وصار يستنشق الأخبار فرأى الخليفة التفت إلى الوزير جعفر يوماً من الأيام وقال له: انظر يا وزير هذه العملة التي فعلها معي علاء الدين، فقال له: يا أمير المؤمنين أنت جازيته بالشنق وجزاؤه ما حل به، فقال له: يا وزير مرادي أن أنزل وأنظره وهو مشنوق، فقال الوزير: افعل ما شئت يا أمير المؤمنين. فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة: هذا ما هو علاء الدين فقال له: كيف عرفت أنه غيره؟ فقال: إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل فقال له: إن المشنوق يطول، فقال إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود فقال له: أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات ؟ فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له: يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي فقال له: سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً. هذا ما كان من أمره . و أما ما كان من أمر حبظلم بظاظة ابن الوالي فإنه قد طاب به العشق والغرام حتى مات وواروه في التراب. وأما ما كان من أمر الجارية ياسمين فإنها وفت حملها ولحقها الطلق فوضعت ذكراً كأنه القمر فقالت لها الجواري: ما تسميه؟ فقالت: لو كان أبوه طيباً كان سماه ولكن أنا أسميه أصلان، ثم إنها أرضعته اللبن عامين متتابعين وفطمته وحبي ومشى فاتفق أن أمه اشتغلت بخدمة المطبخ يوماً من الأيام فمشى الغلام ورأى سلم فقعد فطلع عليه وكان الأمير خالد الوالي جالساً فأخذه وأقعده في حجره وسبح مولاه فيما خلق وصور وتأمل وجهه فرآه شبه النوايا بعلاء الدين أبي الشامات، ثم إن أمه ياسمين فتشت عليه فلم تجده فطلعت المقعد فرأت الأمير خالد جالساً والولد في حجره يلعب وقد ألقى الله محبة الولد في قلب الأمير خالد. فالتفت الولد فرأى أمه فرمى نفسه عليها فزنقه الأمير خالد في حضنه وقال لها: تعالي يا جارية فلما جاءت قال لها هذا الولد ابن من؟ فقالت له: هذا ولدي وثمرة فؤادي فقال لها: ومن أبوه؟ فقالت له: أبوه علاء الدين أبي الشامات والآن صار ولدك فقال لها: إن علاء الدين كان خائناً فقالت: سلامته من الخيانة حاشا وكلا أن يكون الأمين خائناً فقال لها: إذا كبر هذا الولد ونشأ وقال: من أبي؟ فقولي له: أنت ابن الأمير خالد الوالي صاحب الشرطة فقالت سمعاً وطاعة . ثم إن الأمير خالد طاهر الولد ورباه وأحسن تربيته وجاء له بفقيه خطاط فعلمه الخط والقراءة فقرأ وأعاد وختم وصار يقول للأمير خالد: يا والدي وصار الوالي يعمل في الميدان ويجمع الخيل وينزل يعلم الولد أرباب الحرب ومقاصد الطعن والضرب إلى أن انتهى في الفروسية وتعلم الشجاعة وبلغ من العمر أربع عشرة سنة ووصل إلى درجة الإمارة. فاتفق أن أصلان اجتمع مع أحمد قماقم السراق يوماً من الأيام وصارا أصحاباً فتبعه إلى الخمارة وإذا بأحمد قماقم السراق أطلع المصباح الجوهر الذي أخذه من أمتعة الخليفة وحطه قدامه وتناول الكأس على نوره وسكر فقال له أصلان: يا مقدم أعطني هذا المصباح فقال له: ما أقدر أن أعطيك إياه فقال له: لأي شيء؟ فقال له: لأنه راحت على شأنه الأرواح فقال له: أي روح راحت على شأنه ؟ فقال له: كان واحد جاءنا هنا وعمل رئيس الستين يسمى علاء الدين أبي الشامات ومات بسبب ذلك فقال له: وما حكايته وسبب موته؟ فقال له: كان لك أخ يسمى حبظلم بظاظة وبلغ من العمر ستة عشرة عاماً حتى استحق الزواج وطلب أبوه أن يشتري له جارية وأخبره بالقصة من أولها إلى آخرها وأعلمه بضعف حبظلم بظاظة وما وقع لعلاء الدين ظلماً.
فقال أصلان في نفسه: لعل هذه الجارية ياسمين أمي وما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات فطلع الولد أصلان من عنده حزيناً فقابل المقدم أحمد الدنف فلما رآه أحمد الدنف قال: سبحان من لا شبيه له فقال له حسن شومان: يا كبيري من أي شيء تتعجب؟ فقال له: من خلقة هذا الولد أصلان فإنه أشبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات فنادى أحمد الدنف وقال: يا أصلان فرد عليه فقال له: ما اسم أمك؟ فقال له تسمى الجارية ياسمين فقال له: يا أصلان طب نفساً وقر عيناً فإنه ما أبوك إلا علاء الدين أبي الشامات ولكن يا ولدي ادخل على أمك واسألها عن أبيك فقال سمعاً وطاعة. ثم دخل على أمه وسألها فقالت له: أبوك الأمير خالد فقال لها: ما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات فبكت أمه وقالت له: من أخبرك بهذا يا ولدي؟ فقال المقدم أحمد الدنف أخبرني بذلك فحكت له جميع ما جرى وقالت له: يا ولدي قد ظهر الحق واختفى الباطل واعلم أن أباك علاء الدين أبي الشامات إلا أنه ما رباك إلا الأمير خالد وجعلك ولده، فيا ولدي إن اجتمعت بالمقدم أحمد الدنف قل له: يا كبيري سألتك بالله أن تأخذ ثأري من قاتل أبي علاء الدين أبي الشامات، فطلع من عندها وسار.
 الى اللقاء فموعدنا الجزء التاسع من حكاية علاء الدين 
لا تنسوا المتابعة و الاشتراك يصلكم كل جديد و التعليق لتزدان المدونة جمالا و اشراقا




شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016