random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية علاء الدين أبي الشامات ( الجزء الرابع )

حكاية علاء الدين أبي الشامات

حكاية علاء الدين أبي الشامات ( الجزء الرابع )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
قال علاء الدين للشيخ: أن والدي جهز لي خمسين حملاً من البضاعة وأعطاني عشرة آلاف دينار، وسافرت حتى وصلت إلى غابة الأسد فطلع علي العرب وأخذوا مالي وأحمالي فدخلت هذه المدينة وما أدري أين أبيت فرأيت هذا المحل فاستكنت فيه ، فقال له: يا ولدي ما تقول في أني أعطيك ألف دينار وبدلة بألف دينار ، فقال له علاء الدين: على أي وجه تعطيني ذلك يا عمي؟ فقال له: إن هذا الغلام الذي معي ولم يكن لأبيه غيره وأنا عندي بنت لم يكن لي غيرها تسمى زبيدة العودية وهي ذات حسن وجمال فزوجتها له وهو يحبها وهي تكرهه فحنث يمينه بالطلاق الثلاث فما صدقت زوجته بذلك حتى افترقت منه فشاروا علي جميع الناس أني أردها له فقلت له: هذا لا يصح إلا بالمحلل واتفقت معه على أن نجعل المحلل له واحداً غريباً لا يعايره أحد بهذا الأمر وحيث كنت أنت غريباً فتعال معنا لكتب كتابك عليها وتبيت عندها هذه الليلة وتصبح تطلقها ونعطيك ما ذكرته لك ، فقال علاء الدين في نفسه: مبيتي ليلة مع عروس في بيت على فراش أحسن من مبيتي في الأزقة و الدهاليز فسار معهما إلى القاضي. فلما نظر القاضي لإلى علاء الدين وقعت محبته في قلبه وقال لأبي البنت: أي شيء مرادكم ؟ فقال: مرادنا أن نعمل هذا محللاَ لبنتنا ولكن نكتب عليه حجة بمقدم الصداق عشرة آلاف دينار فإذا بات عندها وأصبح طلقها أعطيناه بدلة بألف دينار فعقدوا العقد على هذا الشرط وأخذ أبو البنت حجة بذلك ثم أخذ علاء الدين معه وألبسه البدلة وساروا به إلى أن وصلوا دار ابنته، فأوقفه على باب الدار ودخل على ابنته وقال لها: خذي حجة صداقك ، فإني كتبت على شاب مليح يسمى علاء الدين أبي الشامات فتوصي به غاية الوصاية، ثم أعطاها الحجة وتوجه إلى بيته.
و اما ابن عم البنت فإنه كان له قهرمانة تتردد على زبيدة العودية بنت عمه وكان يحسن إليها فقال لها: يا أمي إن زبيدة بنت عمي متى رأت هذا الشاب المليح لا تقبلني بعد ذلك فأنا أطلب منك أن تعملي حيلة وتمنعي الصبية عنه فقالت له وحياة شبابك ما أخليه يقربها. ثم إنها جاءت لعلاء الدين وقالت له: يا ولدي أنصحك بالله تعالى فاقبل نصيحتي ولا تقرب تلك الصبية ودعها تنام وحدها ولا تلمسها ولا تدن منها، فقال: لأي شيء ؟ فقالت له: إن جسدها ملآن بالجذام وأخاف عليك منها أن تعدي شبابك المليح فقال لها: ليس لي بها حاجة ثم انتقلت إلى الصبية وقالت لها مثل ما قالت لعلاء الدين فقالت لها: لا حاجة لي به بل أدعه ينام وحده ولما يصبح الصباح يروح لحال سبيله ، ثم دعت الجارية وقالت لها: خذي سفرة الطعام وأعطيها له يتعشى فحملت الجارية سفرة الطعام ووضعتها بين يديه فاكل حتى اكتفى، ثم قعد وقرأ سورة يس بصوت حسن فصغت له الصبية فوجدت صوته يشبه مزامير آل داود، فقالت في نفسها: الله ينكد على هذه العجوز التي قالت لي عليه انه مبتلى بالجذام فمن كانت به هذه الحالة لا يكون صوته هكذا وإنما هذا الكلام كذب ، ثم إنها وضعت في يديها عوداً من صنعة الهنود وأصلحت أوتاره وغنت عليه بصوت يوقف الطير في كبد السماء وأنشدت هذين البيتين: قصيدة في مدح الحبيب
تعشقت ظبياً ناعس الطرف أحورا * **          
تغار غصون البان منه إذا مشى .
بما تغني والغير يحظى بوصلـه ***            
وذلك فضل الله يؤتيه مـن يشـا .
فلما سمعها انشدت هذا الكلام بعد أن ختم السورة غنى وانشد هذا البيت:_
سلامي على ما في الثياب من القد***           
وما في خدود البساتين من الورد .
فقامت الصبية وقد زادت محبتها له ورفعت الستارة فلما رآها علاء الدين أنشد هذين البيتين: شعر للحبيب
بدت قمر ومالت غصن بان***     
وفاحت عنبراً ورنت غزالا .
كأن الحزن مشغوف بقلبـي***         
فساعة هجرها يجد الوصالا .
ثم إنها تخترت تهز اردافاً تميل بأعطاف صنعة خفي الألطاف ونظر كل واحد منهما نظرة أعقبتها ألف حسرة ، فلما تمكن في قلبه منها سهم اللحظين أنشد هذين البيتين:
بدت قمر السماء فأذكرتني ***       
ليالي وصلها بالرقمتـين.
كلانا ناظر قمراً ولـكـن ***       
رأيت بعينها ورأت بعيني .
فلما قربت منه ولم يبق بينه وبينها غير خطوتين وانشد هذين البيتين:
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ***       
في ليلة فأرت ليالي أربـعـا .
واستقبلت قمر السماء بوجهها ***            
فأرتني القمرين في وقت معا .
فلما أقبلت عليه قال لها: ابعدي عني لئلا تعديني فكشفت عن معصمها فانفرق المعصم فرقتين وبياضه كبياض اللجين ، ثم قالت له: ابعد عني فإنك مبتلى بالجذام لئلا تعديني ، فقال لها : وأنا الآخر أخبرتني العجوز أنك مصابة بالبرص ثم كشف لها عن ذراعه فوجدت بدنه كالفضة النقية فضمته إلى حضنها وضمها إلى صدره واعتنق الاثنان بعضهما ، ثم أخذته وراحت على ظهرها وفكت لباسها فتحرك عليها الذي خلفه له الوالد فقالت: مددك يا شيخ زكريا يا أبا العروق وحط يديه على خاصرتيها ووضع عرق الحلاوة في الخرق فوصل إلى باب الشعرية وكان مورده من باب الفتوح وبعد ذلك دخل سوق الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس فوجد البساط على قدر الليوان ودور الحق على غطاه حتى ألتقاه. فلما أصبح الصباح قال لها: يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار فقالت له: ما معنى هذا الكلام؟ فقال لها: سيدتي ما بقي لي قعود معك غير هذه الساعة فقالت له: من يقول ذلك؟ فقال لها: إن أباك كتب علي حجة بعشرة آلاف دينار مهرك وإن لم أردها هذا اليوم حبسوني عليها في بيت القاضي والآن يدي قصيرة عن نصف فضة واحد من العشرة آلاف دينار ، فقالت له: يا سيدي هل العصمة بيدك أو بأيديهم ؟ فقال لها: العصمة بيدي ولكن ما معي شيء فقالت له: إن الأمر سهل ولا تخشى شيئاً ولكن خذ هذه المائة دينار ولو كان معي غيرها لأعطيتك ما تريد فإن أبي من محبته لابن أخيه حول جميع ماله من عندي إلى بيته حتى صيغتي أخذها كلها ، وإذا أرسل إليك رسولاً من طرف الشرع في غد ، وقال لك القاضي وأبي: طلق فقل لهما : في أي مذهب يجوز أنني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح؟ ثم إنك تقبل يد القاضي وتعطيه إحساناً وكذا كل شاهد تقبل يده وتعطيه عشرة دنانير فكلهم يتكلمون معك فإذا قالوا لك: لأي شيء ما تطلق وتأخذ ألف دينار والبغلة والبدلة على حكم الشرط الذي شرطناه عليك؟ فقل لهم: أنا ما عندي فيها كل شعرة بألف دينار ولا أطلقها أبداً ولا آخذ بدلة ولا غيرها فإذا قال لك القاضي: ادفع المهر فقل له: أنا معسر الآن وحينئذ يسترفق بك القاضي والشهود ويمهلونك مدة ، فبينما هما في الكلام وإذا برسول القاضي يدق الباب فخرج إليه فقال له الرسول: كلم الأفندي، فإن نسيبك طالبك فأعطاه خمسة دنانير وقال له: يا محضر في أي شرع أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ؟ فقال له: لا يجوز عندنا أبداً وإن كنت تجهل الشرع فأنا أعمل وكيلك وساروا إلى المحكمة ، فقالوا له: لأي شيء لم تطلق المرأة وتأخذ ما وقع عليه الشرط ؟ فتقدم إلى القاضي وقبل يده ووضع فيها خمسين ديناراً وقال له: يا مولانا القاضي في أي مذهب أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح قهراً عني؟ فقال القاضي: لا يجوز الطلاق بالإجبار في أي مذهب من المسلمين. فقال أبو الصبية: إن لم تطلق فادفع الصداق عشرة آلاف دينار، فقال علاء الدين: أمهلني ثلاثة أيام، فقال القاضي: لا تكفي ثلاثة أيام في المهلة يمهلك عشرة أيام واتفقوا على ذلك وشرطوا عليه بعد عشرة أيام وإما الطلاق، فطلع من عندهم على هذا الشرط فأخذ اللحم والأرز والسمن وما يحتاج إليه من المأكل وتوجه إلى البيت فدخل على الصبية وحكى جميع ما جرى له بين الليل والنهار يساوي عجائب ولله در من قال: شعر عن الصبر على الشدائد 
كن حليماً إذا بليت بغـيظ ***       
وصبوراً إذا أتتك مصيبة .
فالليالي من الزمان حبالى ***         
مثقلات يلدن كل عجيبة.
إلى اللقاء فموعدنا الجزء الخامس من حكاية علاء الدين أبي الشامات
لا تبخلوا علينا بمتابعة المدونة و الاشتراك فيها ليصلكم كل جديد و التعليق لتزدان المدونة جمالا و إشراقا بكم 


شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016