random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية علي بن بكار مع شمس النهار الجزء الأول (قصص ألف ليلة وليلة.. من قصص عاقبة العشق والهوى )



علي بن بكار مع شمس النهار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...

حكاية علي بن بكار مع شمس النهار (الجزء الأول) 

أجزاء القصة:-

1- من هو علي بن بكار 

2- على موعد مع الغرام

1- من هو علي بن بكار

كان يا مكان في سالف العصر والزمان وزمن خلافة هارون الرشيد رجل تاجر له ولد يسمى أبا الحسن علي بن طاهر وكان كثير المال محبوبا عند كل من يراه وكان يدخل دار الخلافة دون إذن ويحبه جميع سراري الخليفة وجواريه وكان أبا الحسن ينادم الخليفة وينشد عنده الأشعار ويحدثه بنوادر الأخبار كونه يبيع ويشتري في سوق التجار .وكان يجلس على دكان شاب من اولاد العجم يقال له " علي بن بكار "


حيث كان شاب مليح القامة ظريف الشكل مورد الخدين عذب الكلام ضاحك السن، وذات مرة كانا جالسين يتحدثان ويضحكان فإذا بعشر جواري كأنهم الأقمار وبينهن صبية راكبة على بغلة بسرج مزركش له ركاب من ذهب وعليها إزار رفيع وفي وسطها زنار من الحرير مطرز بالذهب كما قال الشاعر :_
 لها بشر مثل الحرير ومنطق رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وعينان قال الله كونا فكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر 
فيا حبها زدني جوى كل ليلة ويا سلوة الأحباب موعدك الحشر 

على موعد مع الغرام

وعندما وصلوا دكان ابي الحسن نزلت عن البغلة وسلمت عليه فلما رآها بن بكار سلبت عقله وأراد القيام فقالت له اجلس مكانك كيف تذهب اذا حضرنا هذا ما هو انصاف ؟ فقال لها يا سيدتي اني هارب مما رأيت وما أحسن قول الشاعر :- 
هي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عزاء جميلا 
فلن تستطيع إليها الصعودا ولن تستطيع اليك النزولا 
فلما سمعته تبسمت فسألت أبي الحسن عنه فقال انه غريب اسمه علي بن بكار بن ملك العجم والغريب يجب اكرامه فقالت له اذا جاءتك جاريتي فأت به عندي فقال لها ابو الحسن على الرأس ثم توجهت إلى حال سبيلها .ومن لحظتها صار علي بن بكار لا يعرف ما يقول وبعد ساعة جاءت الجارية إلى أبي الحسن وقالت إن سيدتي تطلبك ورفيقك فتوجها إلى دار هارون الرشيد فأدخلتهما في مقصورة واجلستهما فأكلا و شربا ثم أدخلتهما مقصورة أخرى مركبة على أربعة أعمدة ومفروشة بأنواع الفرش كأنها من قصور الجنان، فبينما هما يتفرجان على هذه الغرائب فإذا بعشر جواري أقبلن وبينهن صبية اسمها شمس النهار كأنها القمر بين النجوم عليها لباس أزرق من الحرير بطراز من الذهب وفي وسطها حياة مرصعة بأنواع الجواهر ولم تزل تتبختر حتى جلست على السرير فلما رآها علي بن بكار أنشد هذه الأشعار: 
إن هذه هي ابتداء سقامي.. 
وتمادي وجدي وطول غرامي 
عندها قد رأيت نفسي ذابت .. 
من ولوعي بها وبري عظامي 
فلما فرغ من شعره قال لأبي الحسن لو أخبرتني بأننا سنلتقي بها قبل المجيء لأوطن نفسي وأصبرها ثم بكى فقال له ابو الحسن يا اخي انا اردت لك خيرا فطب نفسا وقر عينا فهي بسعدك مقبلة وللقائك متوصلة ، فقال علي بن بكار ما اسم هذه الصبية فقال له ابو الحسن شمس النهار وهي من محاظي أمير المؤمنين هارون الرشيد وهذا المكان قصر الخلافة ، ثم اشتغل علي بن بكار وشمس النهار في تبادل النظرات واشتغلا بحب بعضهما والجواري من حولهما يغنين ويعزفن عاى العود وأنشدن :-
أعد الرسالة ثانية ... 
وخذ الجواب علانية 
وإليك يا ملك الملاح .. 
وقفت أشكو حاليه 
مولاي يا قلبي العزيز .. 
ويا حياتي الغالية 
أنعم علي القبلة.. 
هبة وإلا عارية  
وأردها لك لا عدمت ...
بعينها وكما هي 
وإذا أردت زيادة ... 
خذها ونفسي راضية 
يا ملبسي ثوب الضنى .. 
يهنيك ثوب العافية 
فطرب علي بن بكار وقال زيديني من مثل هذا الشعر ، فحركت الأوتار و وأنشدت هذه الأشعار .
من كثرة البعد يا حبيبي ... 
علمت طول البكا جفوني 
يا حظ عيني ومناها...
 ومنتهى غايتي وديني 
أرث لمن طرفه غريق ..
 في عبرة الواله الحزين 
فلما فرغت من شعرها قالت شمس النهار  لجارية غيرها أنشدي فأطربت  بالنغمات  وأنشدت هذه الأبيات .. 
سكرت من لحظة لا من مدامته ... 
ومال بالنوم عن عيني تمايله  
فما السلاف سلتني بل سوالفه  .. 
وما الشمول شملتني بل شمائله 
لوى بعزمي أصداغا لوين له .. 
وغالى عقلي بما تهوى غلائله 
فتنهدت شمس النهار وأعجبت بالشعر ثم أمرت جارية أخرى لتغني فأنشدت :- 
وجه لمصباح السماء مباهي ..
 يبدو الشباب عليه رشح مياه 
رقم العدار غلالتيه بأحرف ...
 معنى الهوى في طيبها متناهي 
نادى عليه الحسن حين لقيته .. 
هذا المنمنم في طراز الله 
فلما فرغت من شعرها قال علي بن بكار لجارية قريبة منه أنشدي انت فأنشدت :- 
زمن الوصال يضيق عن .. 
                                          BTCClicks.com Banner

 ما هكذا أهل الجمال 
فاستغنموا وقت السعود .. 
بطيب ساعات الوصال 
فتنهد علي بن بكار و أخذ يبكي فقام ولحقته شمس النهار  عند باب القبة فتعانقا ووقعا مغشيا عليهما في باب القبة فقامت الجواري وحملنهما إلى داخل القبة و رششن عليهما ماء الورد ولما أفاقا قالت شمس النهار لأبي الحسن أسأل الله أن يقدرني على مكافأتك يا صاحب المعروف. واتجهت إلى علي بن بكار وقالت يا سيدي ما بلغ بك الغرام إلى غاية إلا وعندي أمثالها وليس لنا إلا الصبر على ما أصابنا،فقال علي بن بكار والله يا سيدتي ليس جمع المال مطلبي انما جمع شملي بك يطيب ولا ينطفي إليك ما عندي من اللهيب ولا يذهب ما تمكن من حبك في قلبي إلا بذهاب روحي ، ثم بكى ونزلت دموعه كالمطر فبكت شمس النهار لبكائه فقال أبو الحسن والله إني عجبت من أمركما واحترت من شأنكما في أمر البكاء وانتما مجتمعان فكيف يكون الحال بعد انفصالكما،؟! ان هذا وقت سرور وانشراح لا وقت حزن وبكاء .فأشارت شمس النهار لجارية فقامت و أحضرت معها وصيفات يحملن أنواع الطعام في أواني من فضة ، وصارت شمس النهار تأكل و تلقم علي بن بكار حتى شبعوا، ثم غسلوا أيديهم بماء الورد و أحضرت الوصائف العود و البخور و أطباق من الذهب المنقوش فيها أنواع الشراب و الفواكه مما تشتهي الأنفس ، وبطشت من العقيق ملآن من المدام " أي مليء بالخمر" ، و أبقت عندها عشر وصائف و عشر جواري و أخرجت الباقي .
أمرت شمس النهار  بعض الجواري أن يضربن على العود فأنشدت واحدة منهن :- 
بنفسي من رد التحية ضاحكا ..
 فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي 
لقد أبرزت سر الغرام سرائري ..
 و أظهرت للعذال ما بين أضلعي 
وحالت دموع العين بيني و بينه .. 
كأن دموع العين تعشقه معي 
فقامت شمس النهار وشربت كأس الخمر و أسقت علي بن بكار كأس آخر يشربه. و أمرت جارية أن تغني فأنشدت هذه الأبيات:- 
تشابه دمعي إذ جرى و مدامتي .. 
فمن مثل الكأس عيني تسكب 
فوالله لا أدري أبالخمر أسبلت  ..
 جفوني أم من أدمعي كنت أشرب 
فلما فرغت من شعرها شرب علي بن بكار كأسا و رده إلى شمس النهار فملأته و ناولته لأبي الحسن فشربه ، ثم أخذت شمس النهار العود و قالت لا يغني على قدحي غيري ، ثم أنشدت هذه الأبيات:- 
غرائب الدمع في خديه تضطرب .. 
وجدا ونار الهوى في صدره تتقد 
يبكي من القرب خوفا من تباعدهم .. 
فالدمع ان قربوا جار و إن بعدوا 
فلما سمع علي بن بكار و أبو الحسن و الحاضرون شعر شمس النهار طربوا و ضحكوا ولعبوا ، فبينما هم على هذا الحال إذا بجارية أقبلت و هي ترتعد من الخوف و قالت يا سيدتي وصل أمير المؤمنين و ها هو بالباب و معه عفيف و مسرور و غيرهم من حاشية الأمير، فلما سمع الحاضرون كلام الجارية كادوا ان يهلكوا من الخوف فضحكت شمس النهار و قالت لا تخافوا ، ثم قالت للجارية ردي عليهم الجواب بقدر ما نتحول من هذا المكان، و أمرت بإغلاق أبواب القبة و إرخاء الستائر على أبوابها و هم فيها و أغلقت باب القاعة ثم خرجت إلى البستان و جلست على أريكتها و أمرت جارية أن تكبس رجليها و باقي الجواري يذهبن إلى أماكنهن و أمرت الجارية أن تترك الباب مفتوحا ليدخل الخليفة ، فدخل الوزير و معه عشرين و بأيديهم السيوف فسلموا على شمس النهار. 
فقالت لهم : لأي شيء جئتم ؟! فقالوا إن أمير المؤمنين يسلم عليك وقد استوحش لرؤيتك و يخبرك انه مسرور هذا اليوم ولديه حظ زائد و أحب أن يختم سروره بوجودك معه هذه الساعة فهل تأتين عنده أو يأتي هو عندك ؟ فقامت و قبلت الأرض و قالت سمعا و طاعة لأمير المؤمنين، ثم أمرت بإحضار القهرمانات و الجواري فحضرن و جهزن المكان على أكمل وجه من جميع أموره ثم قالت للخدم : امضوا إلى أمير المؤمنين و أخبروه أنني في انتظاره إلى أن أهيئ المكان بالفرش و الأمتعة  ، فمضى الخدم مسرعين إلى أمير المؤمنين. أما شمس النهار توجهت مسرعة إلى معشوقها علي بن بكار و ضمته إلى صدرها وودعته فبكى على بكاءا شديدا و قال : يا سيدتي هذا الوداع سيتلف نفسي و يهلك روحي في هواك ولكن أسأل الله أن يصبرني على ما بلاني به من محبتي ، فقالت شمس النهار ما يتلف الهوى إلا نفسي و يهلك روحي لأنك تتصبر و تتسلى في السوق و مع الأصحاب أما أنا فلا أعرف بأي حال ووجه أنادم أمير المؤمنين و أجامله ، وكيف اجلس في مكان أنت لست فيه و بأي ذوق أشرب مداما ما أنت حاضره.
فقال لها ابو الحسن : لا تتحيري و اصبري و لا تغفلي عن منادمة أمير المؤمنين و لا تريه تهاونا، فبينما هم  في الكلام إذا بجارية قدمت و قالت : يا سيدتي جاء غلمان أمير المؤمنين فنهضت قائمة و قالت للجارية : خذي أبا الحسن و رفيقه أعلى كوة ( بلكونة) مطلة على البستان إلى أن يحل الظلام ثم أخرجيهما .حضر الأمير ومعه ما يقارب مائة خادم بأيديهم السيوف و حوله عشرون جارية كأنهن الأقمار عليهن أفخر الملابس و على رأس كل واحدة تاج مكلل بالجواهر و اليواقيت و في يد كل واحدة شمعة موقودة و الخليفة هارون الرشيد بينهن يتمايل .
إلى اللقاء موعدنا الجزء الثاني من حكاية علي بن بكار مع شمس النهار  ..
رابط الجزء الثاني من حكاية علي بن بكار مع شمس النهار  من هنا 

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016