حكاية علي بن بكار مع شمس النهار( الجزء السادس)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة السباق نحو العلا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
قال الجواهرجي لما سمعت هذا الكلام كدت أهلك من الخوف والفزع وقلت لهم: اعلموا أن المرأة إذا ضاعت لا توجد إلا عندكم وإذا كان عندي سر أخاف إفشاءه فلا يخفيه إلا صدوركم، وصرت أبالغ في هذا المعنى، ثم إني وجدت المبادرة لهم بالحديث أنفع من كتمانه بجميع ما وقع لي حتى انتهيت آخر الحديث، فلما سمعوا حكايتي قالوا: وهل هذا الفتى علي بن بكار وهذه شمس النهار؟ فقلت لهم: نعم، فذهبوا إليهما واعتذروا لهما ثم قالوا: إن الذي أخذناه من دارك ذهب بعضه وهذا ما بقي منه، ثم ردوا إلي أكثر الأمتعة والتزموا أنهم يعيدوها إلى محلها في داري ويردون إلي الباقي ولكن انقسموا نصفين فصار قسم منهم معي ثم خرجنا من تلك الدار، هذا ما كان من أمري.
و أما ما كان من أمر علي بن بكار وشمس النهار فإنهما قد أشرفا على الهلاك من الخوف، ثم تقدمت إلى علي بن بكار وشمس النهار وسلمت عليهما وقلت لهما: يا ترى ما جرى للجارية والوصيفتين وأين ذهبتا؟ فقالا: لا علم لنا بهن ولم نزل سائرين إلى أن انتهينا إلى المكان الذي فيه الزورق فأطلعونا فيه وإذا هو الزورق الذي عدينا بالأمس فقذف بنا الملاح حتى أوصلنا إلى البر الثاني فانزلونا فما استقر بنا الجلوس على جانب البر حتى جاءت خيالة واحاطوا بنا من كل جانب فوثب الذين معنا عاجلاً كالعقبان فرجع لهم الزورق فنزلوا فيه وسار بهم في البحر وبقيت أنا وعلي بن بكار وشمس النهار على شاطيء البحر لا نستطيع حركة ولا سكوناً فقال لنا الخيالة: من أين انتم؟ فتحيرنا في الجواب. قال الجواهرجي: فقلت لهم: إن الذين رأيتموهم لا نعرفهم وإنما رأيناهم هنا وأما نحن فمغنون فأرادوا أخذنا لنغني لهم فما تخلينا منهم إلا بالحيلة ولين الكلام فأفرجوا عنا في هذه الساعة وقد كان منهم ما رأيتم من أمرهم فنظر الخيالة إلى شمس النهار وإلى علي بن بكار ثم قالوا لي: لست صادقاً فأخبرنا من أنتم ومن أين أتيتم وما موضعكم وفي أي الحارات انتم ساكنون؟ قال الجواهرجي: فلم أدر ما أقول، فوثبت شمس النهار وتقدمت إلى مقدم الخيالة وتحدثت معه سراً فنزل من فوق جواده واركبها عليه وأخذ بزمامها وصار يقودها وكذلك فعل بعلي بن بكار وبي أيضاً. ثم إن مقدم الخيالة لم يزل سائراً بنا إلى موضع على جانب البحر وصاح بالرطانة فأقبل له جماعة من البرية فأطلعنا المقدم في زورق وأطلع أصحابه في زورق آخر فقذفوا بنا إلى أن انتهينا إلى دار الخلافة ونحن نكابد الموت من شدة الخوف فدخلت شمس النهار وأما نحن فرجعنا ولم نزل سائرين إلى أن انتهينا إلى المحل الذي نتوصل منه إلى موضعنا فنزلنا على البر ومشينا ومعنا جماعة من خيالة يؤانسوننا إلى أن دخلنا الدار، وحين دخلناها ودعنا من كان معنا من الخيالة ومضوا في حال سبيلهم، وأما نحن فقد دخلنا مكاننا ونحن لا نقدر أن نتحرك من مكاننا ولا ندري الصباح من المساء، ولم نزل على هذه الحالة إلى أن أصبح الصباح. فلما جاء آخر النهار سقط علي بن بكار مغشياً عليه وبكت عليه النساء والرجال وهو مطروح لم يتحرك فجاءني بعض أهله وقالوا: حدثنا بما جرى لولدنا وأخبرنا بسبب الحال الذي هو فيه؟ فقلت لا تفعلوا به مكروهاً واصبروا وهو يفيق ويخبركم بقصته بنفسه، ثم شددت عليهم وخوفتهم من الفضيحة بيني وبينهم، فبينما نحن كذلك وإذا بعلي بن بكار تحرك من فراشه ففرح أهله وانصرف الناس عنه ومنعني أهله من الخروج من عنده ثم رشوا ماء الورد على وجهه، فلما أفاق وشم الهواء صاروا يسألونه عن حاله فصار يخبرهم ولسانه لا يرد جواباً بسرعة، ثم أشار إليهم أن يطلقوني لأذهب إلى منزلي فأطلقوني فخرجت، فلما أردت المسير رأيت امرأة واقفة فتأملتها وإذا هي جارية شمس النهار فلما عرفتها سرت وهرولت في سيري فتبعتني فداخلني منها الفزع وصرت كلما أنظرها يأخذني الرعب منها وهي تقول لي: قف حتى أحدثك بشيء وأنا لم ألتفت إليها ولم أزل سائراً إلى مسجد في موضع خال من الناس فقالت لي: ادخل المسجد لأقول لك كلمة ولا تخف من شيء، فدخلت المسجد ودخلت خلفي فصليت ركعتين ثم تقدمت إليها وأنا أتأوه وقلت لها: ما بالك؟ فسألتني عن حالي فحدثتها بما وقع لي وأخبرتها بما جرى لعلي بن بكار وقلت لها: ما خبرك؟ فقالت: اعلم أني لما رأيت الرجال كسروا باب دارك ودخلوا خفت منهم وخشيت أن يكونوا من عند الخليفة فيأخذوني أنا وسيدتي فنهلك من وقتنا فهربت من السطوح أنا والوصيفتان حتى وصلنا إلى قصر الخلافة ونحن على أقبح صفة ثم أخفينا أمرنا وصرنا نتقلب على الجمر إلى أن جن الليل ففتحت باب البحر واستدعيت الملاح الذي أخرجنا تلك الليلة وقلت له: إن سيدتي لم نعلم لها خبراً احملني في الزورق حتى أفتش عليها في البحر لعلي أقع على خبرها فحملني في الزورق وسار بي ولم أزل سائرة في البحر حتى انتصف الليل فرأيت زورقاً أقبل لإلى جهة الباب وفيه رجلاً يقذف ومعه رجل آخر وامرأة مطروحة بينهما وما زال يقذف حتى وصل إلى البر فلما نزلت المرأة تأملتها فإذا هي شمس النهار فنزلت إليها وقد اندهشت من الفرحة لما رأيتها بعدما قطعت الرجاء منها. إلى اللقاء فموعدنا الجزء السابع
رابط الجزء السابع من حكاية علي بن بكار مع شمس النهار
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم