حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان (الجزء الثاني و العشرون و الأخير )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
فلما سمع الأمجد والأسعد هذه القصة من بهرام المجوسي الذي أسلم تعجبا منه غاية العجب وقالا: إن هذا لشيء عجيب ، وباتا تلك الليلة، ولما أصبح الصباح ركب الأمجد والأسعد وأرادا أن يدخلا على الملك استأذنا في الدخول فأذن لهما، فلما دخلا أكرمهما وجلسوا يتحدثون، فبينما هم كذلك إذا بأهل المدينة يصيحون ويتصارخون ويستغيثون فدخل الحاجب على الملك وقال له: إن ملكاً من الملوك نزل بعساكره على المدينة وهم شاهرون السلاح وما ندري ما مرادهم فأخبر الملك ووزيره الأمجد وأخاه الأسعد بما سمعه من الحاجب. فقال الأمجد: أنا أخرج إليه وأكشف خبره فخرج الأمجد إلى ظاهر المدينة فوجد الملك ومعه عسكر كثير ومماليك راكبة فلما نظروا إلى الأمجد عرفوا أنه رسول من عند ملك المدينة فأخذوه وأحضروه قدام السلطان فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وإذا بالملك إمرأة ضاربة لها لثاماً فقالت: اعلم أنه ما لي عندكم غرض في هذه المدينة إلا مملوك أمرد فإن وجدته عندكم فلا بأس عليكم وإن لم أجده وقع بيني وبينكم القتال الشديد لأنني ما جئت إلا في طلبه، فقال الأمجد: أيتها الملكة ما صفة هذا المملوك وما اسمه؟ فقالت: اسمه الأسعد وانا اسمي مرجانة وهذا المملوك جاءني في صحبة بهرام المجوسي وما رضي أن يبيعه فأخذته منه غصباً فعدا عليه وأخذه من عندي بالليل سرقة واما أوصافه فإنها كذا وكذا. فلما سمع الأمجد ذلك علم أنه أخوه الأسعد فقال لها: يا ملكة الزمان الحمد لله الذي جاء بالفرح وإن هذا المملوك هو أخي ثم حكى لها حكايته وما جرى لهما في بلاد الغربة وأخبرها بسبب خروجهما من جزائر الآبنوس فتعجبت الملكة مرجانة من ذلك وفرحت بلقاء الأسعد وخلعت على أخيه الأمجد ثم بعد ذلك عاد الأمجد إلى الملك وأعلمه بما جرى ففرحوا بذلك ونزل الملك هو والأمجد والأسعد قاصدين الملكة فلما دخلوا عليها وجلسوا يتحدثون فبينما هم كذلك إذا بالغبار طار حتى سد الأقطار وبعد ساعة انكشف الغبار عن عسكر جرار مثل البحر الذخار وهم مهيئون بالعدد والسلاح فقصدوا المدينة ثم داروا بها كما يدور الخاتم بالخنصر وشهروا سيوفهم فقال الأمجد والأسعد: إنا لله وإنا إليه راجعون ماهذا الجيش الكبير إن هذه أعداء لا محالة وإن لم نتفق مع هذه الملكة مرجانة على قتالهم أخذوا منا المدينة وقتلونا وليس لنا حيلة إلا أننا نخرج إليهم ونكشف خبرهم ثم قام الأمجد وخرج من باب المدينة وتجاوز جيش الملكة مرجانة فلما وصل إلى العسكر وجدها عسكر الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور والسبعة قصور فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وبلغه الرسالة وقال له: ما اسمك؟ قال: اسمي الملك الغيور وقد جئت عابر سبيل لأن الزمان قد فجعني في بنتي بدور فإنها فارقتني وما رجعت إلي وما سمعت لها ولزوجها قمر الزمان خبراً، فهل عندكم خبرها؟ فلما سمع الأمجد ذلك أطرق رأسه إلى الأرض ساعة يتفكر حتى تحقق أنه جده أبو أمه، ثم رفع رأسه وقبل الأرض بين يديه واخبره أنه ابن بنته بدور. فلما سمع الملك أنه ابن ابنته بدور رمى نفسه عليه وصارا يبكيان ثم قال الملك الغيور: والحمد لله يا ولدي على السلامة حيث اجتمعت بك ثم قال له الأمجد: إن ابنته بدور في عافية وكذلك أبوه قمر الزمان وأخبره أنهما في مدينة يقال لها جزيرة الأبنوس، وحكى له أن قمر الزمان والده غضب عليه وعلى أخيه وامر بقتله وأن الخازندار رق لهما وتركهما بلا قتل، فقال الملك الغيور: وانا أرجع بك وبأخيك إلى والدك وأصلح بينكما وأقيم عندكم، فقبل الأرض بين يديه ثم خلع الملك الغيور على الأمجد ابن ابنته ورجع مبتسماً إلى الخليفة وأعلمه بقصة الملك الغيور فتعجب منها غاية العجب ثم أرسل له آلات الضيافة من الخيل والجمال والغنم والعليق وغير ذلك وأخرج للملكة مرجانة كذلك وأعلموها بما جرى فقالت: أنا أذهب معكم بعسكري وأكون ساعية في الصلح. فبينما هم كذلك إذا بغبار قد ثار حتى سد الأقطار واسود منه النهار وسمعوا من تحته صياحاً وصراخاً وصهيل الخيل ورأوا سيوفاً تلمع ورماحاً تشرع فلما قربوا من المدينة ورأوا العسكرين ودقوا الطبول فلما رأى الملك ذلك قال: ما هذا النهار إلا نهار مبارك الحمد لله الذي أصلحنا مع هذين العسكرين وإن شاء الله تعالى يصلحنا مع هذا العسكر أيضاً ثم قال: يا أمجد أخرج أنت وأخوك الأسعد اكشفا لنا خبر هذه العساكر فإنه جيش ثقيل ما رأيت أثقل منه فخرج الاثنان الأمجد وأخوه الأسعد بعد أن أغلق الملك باب المدينة خوفاً من العسكر المحيط بها ففتحا الباب وسارا حتى وصلا إلى العسكر فوجداه عسكر ملك الآبنوس وفيه والدهما قمر الزمان فلما نظراه قبلا الأرض بين يديه وبكيا ، فلما رآهما قمر الزمان رمى نفسه عليهما وبكى بكاءً شديداً واعتذر لهما وضمهما إلى صدره ثم أخبرهما بما قاساه بعدهما من الوحشة الشديدة لفراقهما ثم إن الأمجد والأسعد ذكرا له عن الملك الغيور أنه وصل إليهم فركب قمر الزمان في خواصه وأخذ ولديه الأمجد والأسعد معه وساروا حتى وصلوا إلى قرب عسكر الملك الغيور فسبق واحد منهم إلى الملك الغيور وأخبروه أن قمر الزمان وصل فطلع إلى ملاقاته فاجتمعوا ببعضهم وتعجبوا من هذه الأمور وكيف اجتمعوا في هذا المكان وصنع أهل المدينة الولائم وأنواع الأطعمة والحلويات وقدموا الخيول والجمال والضيافات والعليق وما تحتاج إليه العساكر. فبينما هم كذلك إذا بغبار ثار حتى سد الأقطار وقد ارتجفت الأرض من الخيول وصارت الطبول كعواصف الرياح والجيش جميعه بالعدد والأزاد وكلهم لابسون السواد وفي وسط شيخ كبير ولحيته واصلة إلى صدره عليه ملابس سوداء فلما نظر أهل المدينة هذه العساكر العظيمة قال صاحب المدينة للملوك: الحمد لله الذي اجتمعتم بإذنه تعالى في يوم واحد وكنتم كلكم معارف فما هذا العسكر الجرار الذي قد سد الأقطار ؟ فقال له الملوك : لا تخف فنحن ثلاثة ملوك وكل ملك له عساكر كثيرة فإن كانوا أعداء نقاتله معك ولو زادوا ثلاثة أمثالهم ، فبينما هما كذلك إذا برسول من تلك العساكر قد أقبل متوجهاً إلى هذه المدينة فقدموه بين يدي قمر الزمان والملك الغيور والملكة مرجانة والملك صاحب المدينة فقبل الأرض وكان هذا الملك من بلاد العجم وقد فقد ولده من مدة سنين وهو دائر يفتش عليه في الأقطار فإن وجده عندكم فلا بأس عليكم وإن لم يجده وقع الحرب بينه وبينكم وأخرب مدينتكم ، فقال له قمر الزمان: ما يصل إلى هذا ولكن ما يقال له في بلاد العجم فقال الرسول: يقال له الملك شهرمان صاحب جزائر خالدات وقد جمع هذه العساكر من الأقطار التي مر بها وهو دائر يفتش على ولده ، فلما سمع قمر الزمان كلام الرسول صرخ صرخة عظيمة وخر مغشياً عليه واستمر في غشيته ساعة ثم أفاق وبكى بكاءً شديداً وقال للأمجد والأسعد وخواصهما: امشوا يا أولادي مع الرسول وسلموا على جدكم والدي الملك شهرمان وبشروه بي فإنه حزين على فقدي وهو الآن لابس الملابس السود من أجلي ثم حكى للملوك الحاضرين جميع ما جرى له في أيام صباه فتعجب جميع الملوك من ذلك ثم نزلوا هم وقمر الزمان وتوجهوا إلى والده فسلم قمر الزمان على والده وعانقا بعضهما ووقعا مغشياً عليهما من شدة الفرح. فلما أفاقا حكى لابنه جميع ما جرى له ثم سلم عليه بقية الملوك وردوا مرجانة إلى بلادها بعد أن زوجوها للأسعد ووصوها أن لا تقطع عنهم مراسلتها ثم زوجوا الأمجد بستان بنت بهرام وسافروا كلهم إلى مدينة الآبنوس وخلا قمر الزمان بصهره وأعلمه بجميع ما جرى له وكيف اجتمع بأولاده ففرح وهنأه بالسلامة ثم دخل الملك الغيور أبو الملكة بدور على ابنته وسلم عليها وبل شوقه منها وقعدوا في مدينة الآبنوس شهراً كاملاً ثم سافر الملك الغيور بابنته إلى بلده و جماعته وأخذ الأمجد معهم فلما استقر في مملكته أجلس الأمجد يحكم مكان جده وأما قمر الزمان فإنه أجلس ابنه الأسعد يحكم في مكانه في مدينة جده أرمانوس ورضي به جده ثم تجهز قمر الزمان وسافر مع أبيه الملك شهرمان إلى أن وصل إلى جزائر خالدات فزينت له المدينة فاستمرت البشائر شهراً كاملاً وجلس قمر الزمان يحكم مكان أبيه إلى أن أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات
إلى اللقاء فموعدنا قصة جديدة من قصصنا الشيقة و الممتعة فلا تبخلوا علينا بمتابعة المدونة و الاشتراك فيها ليصلكم كل جديد و التعليق لتزدان المدونة جمالا و إشراقا
رابط الجزء الثاني عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم