random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان (الجزء الخامس عشر )

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان  (الجزء الخامس عشر )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...


فقال قمر الزمان:- أيها الملك إنه يوجد عندك من النساء والجواري الحسان ولا يوجد لهن نظير في هذا الزمان فهلا استغنيت بذلك عني فمل إلى ما شئت منهن ودعني فقالت: إن كلامك صحيح ولكن لا يشتفي بهن من عشقك ألم ولا تبريح وإذا فسدت الأمزجة والطبيعة فهي لغير النصح سميعة فاترك الجدال واسمع قول من قال: أشعار عن الحب و الغرام


أما ترى السوق قد شفت فواكه **
للتين قوم و للجميز قوم .
ويقول آخر :-
و صامتة الخلخال رن وشاحها **
فهذا قد استغنى وذا يشتكي الفقراء.
تريد سلوى عنك جهلا بحسنها **
وما كنت أرضى بعد إيماني الكفرا .
وحق عذار يزدري بفقاصها **
فلما خدعتني عنك غانية عذرا .
و قول آخر :-
يا فريد الجمال حبك ديني **
و اختياري على جميع المذاهب .
قد تركت النساء لأجلك حتى **
زعم الناس أنني اليوم راهب .
و يقول آخر :-
سلا خاطري عن زينب و نوار **
بوردة خـده فـوق آس عـذار .
وأصبحت بالظبى المقرطق مغرما **
ولا رأى لي في عشق ذات سوار .
أنيسي في النادي وفي خلوتي معـا **
خلاف أنيسي فـي قـرارة داري .
فيا لا ئمي في هجر هند وزينـب **
وقد لاح عذري كالمصباح الساري .
أترضى بأن أمسي أسـير أسـيرة **
محـصـنة أو مـن وراء جـدار .

و قول الآخر :-
  يستغفر الناس بـأيديهـم  **     
وهن يستغفرن بالأرجل . 
فيا له من عمل صالـح **       
يرفعه الله إلى أسفـل .
فلما سمع قمر الزمان منها هذه الأشعار وتحقق أنه ليس له مما أرادته فراراً، قال: يا ملك الزمان إن كان ولا بد فعاهدني على أنك لا تفعل بي هذا الأمر إلا مرة واحدة وإن كان ذلك لا يجد في إصلاح الطبيعة الفاسدة وبعد ذلك لا تسألني فيه على الأبد فلعل الله يصلح مني ما فسد، فقالت: عاهدتك على ذلك راجياً إن الله علينا يتوب ويمحو بفضله عنا عظيم الذنوب فإن نطاق أفلاك المغفرة لا يضيق عن أن يحيط بنا ويكفر عنا ما عظم من سيئاتنا، ويخرجنا إلى نور الهدى من ظلام الضلال وقد أجاد وأحسن من قال:
توهم فينا الناس شيئاً وصممت **   
عليه نفوس منهم وقـلـوب .
تعالى نحقق ظنهم لنريحهـم **         
من الإثم فينا مرة ونـتـوب .
ثم أعطته المواثيق والعهود وحلفت له بواجب الوجود أنه لايقع بينها وبينه هذا الفعل إلا مرة في الزمان وإن ألجأهما غرامه إلى الموت والخسران. فقام معها على هذا الشرط إلى محل خلوتها لتطفئ نيران لوعتها، وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم حل سراويله وهو في غاية الخجل وعيونه تسيل من شدة الوجل فتبسمت وأطلعته معها على السرير وقالت له: لا ترى بعد هذه الليلة من نكير ومالت عليه بالتقبيل والعناق والتفاف ساق على ساق، وقالت: يا حبيبي ما أسرع ما نسيت ليالي بتناها ، وعرفته بنفسها فعرف أنها زوجته الملكة بدور بنت الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور فاحتضنها واحتضنته وقبلها وقبلته، ثم اضجعا على فراش الوصال، وتناشدت أقوال من قال: أجمل قصيدة عند لقاء المتحابين
لما دعته إلى وصالي عـطـفة  **         
من معتطف بتعطف متواصي .
وسقت قساوة قلبها من لينـهـا **             
 فأجاب بعد تمنع وتعـاصـي .
خشي العواذل أن تـراه إذا بـدا  **       
فإتى بعدة آمـن الإرهـاص .
شكت القصور رواد فاقد حملت **       
أقدامه في المشي حمـل قـلاص .
متقلد الصمصام من ألحـاظـه **           
ومن الدجى مـتـدرعـاً بـدلاص .
وشذاء بشرني بسعـد قـدومـه **              
ففررت مثل الطير من أقفاصي .
وفرشت خدي في الطريق لنعله**            
فشفي بأثمد تربها أرمـاصـي.

وعقدت ألوية الوصال معانـقـاً **            
وفككت عقدة حظي المتعاصي .
وأقمت أفراحاً أجاب نـداءهـا **           
طرب صفاً عن شائب الأنغاص.
والبدر نقط بالنجوم الثغـر مـن **           
حبب على وجه الطلا رقـاص.
وعكفت في محراب لذتها على **         
ما من تعاطيه يتوب العاصـي .
قسماً بآيات الضحى من وجهـه **         
إلى أنس فيه سورة الإخـلاص .
 ثم إن الملكة بدور أخبرت قمر الزمان بجميع ما جرى لها من الأول إلى الآخر وكذلك هو أخبرها بجميع ما جرى له وبعد ذلك انتقل معها إلى العتاب وقال لها: ما حملك على ما فعلته بي في هذه الليلة؟ فقالت: لا تؤاخذني كان قصدي المزاح ومؤيد البسط والإنشراح، فلما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح أرسلت الملكة بدور إلى الملك أرمانوس والد الملكة حياة النفوس وأخبرته بحقيقة أمرها وأنها زوجة قمر الزمان وأخبرته بقصتهما وبسبب افتراقهما من بعضهما وأعلمته أن ابنته حياة النفوس بكر على حالها. فلما سمع الملك أرمانوس صاحب جزائر الآبنوس قصة الملكة بدور بنت الملك الغيور تعجب منها غاية العجب وأمر أن يكتبوها بماء الذهب، ثم التفت إلى قمر الزمان وقال له: يا ابن الملك هل لك أن تصاهرني وتتزوج ابنتي حياة النفوس؟ فقال له: حتى أشاور الملكة بدور فإن لها علي فضلاً غير محصور، فلما شاورها قالت له: نعم الرأي هذا فتزوجها وأكون أنا لها جارية لأن لها معروفاً وإحساناً وخيراً وامتناناً وخصوصاً ونحن في محلها وقد غمرنا إحسان أبيها، فلما رأى قمر الزمان أن الملكة بدور مائلة إلى ذلك ولم يكن عندها غيرة من حياة النفوس اتفق معها على هذا الأمر. وأخبر الملك أرمانوس بما قالته الملكة بدور من أنه تحب ذلك وتكون جارية حياة النفوس، فلما سمع الملك أرمانوس هذا الكلام من قمر الزمان فرح فرحاً شديداً ثم خرج وجلس على كرسي مملكته وأحضر جميع الوزراء والأمراء والحجاب وأرباب الدولة وأخبرهم بقصة قمر الزمان وزوجته الملكة بدور من الأول إلى الآخر وأنه يريد أن يزوج ابنته حياة النفوس إلى قمر الزمان ويجعله سلطاناً عليهم عوضاً عن زوجته الملكة بدور، فقالوا جميعاً حيث كان قمر الزمان هو زوج الملكة بدور التي كانت سلطاناً علينا قبله ونحن نظن أنها صهر ملكنا أرمانوس فكلنا نرضاه سلطاناً علينا ونكون له خدماً ولا نخرج عن طاعته، ففرح الملك أرمانوس فرحاً شديداً ثم أحضر القضاة والشهود ورؤساء الدولة وعقد قمر الزمان على ابنته 
الملكة حياة النفوس،

                                                     
 ثم إنه أقام الأفراح وأولم الولائم الفاخرة وخلع الخلع السنية على جميع الأمراء والمساكين وأطلق جميع المحابيس واستبشر العالم بسلطنة الملك قمر الزمان وصاروا يدعون له بدوام العز والإقبال والسعادة والإجلال. ثم إن قمر الزمان لما صار سلطاناً أزال المكوس وأطلق من في الحبوس وسار فيهم سيرة حميدة وأقام مع زوجته في هناء وسرور ووفاء وحبور يبيت عند كل واحدة منهما ليلة، ولم يزل على ذلك مدة من الزمان وقد انجلت عنه الهموم والأحزان ونسي أباه الملك شهرمان وما كان له من عز وسلطان حتى رزقه الله من زوجتيه بولدين ذكرين مثل القمرين النيرين أكبرهما من الملكة بدور وكان اسمه الملك الأمجد و أصغرهما من الملكة حياة النفوس وكان اسمه الملك الأسعد أجمل من أخيه الأمجد، ثم إنهما تربيا في العز والدلال والأدب والكمال وتعلما العلم والسياسة والفروسية حتى صارا في غاية الكمال ونهاية الحسن والجمال وافتتن بهما النساء والرجال وصار لهما من العمر نحو سبعة عشر عاماً وهما متلازمان فيأكلان ويشربان سواء ولا يفترقان عن بعضهما ساعة من الساعات ولا وقتاً من الأوقات وجميع الناس تحسدهما على ذلك. و لما بلغا مبلغ الرجال واتصفا بالكمال صار أبوهما إذا سافر يجلسهما على التعاقب في مجلس الحكم فيحكم كل واحد منهما بين الناس، واتفق بالقدر المبرم أن والقضاء المحتم أن محبة الأسعد الذي هو ابن حياة النفوس وقعت في قلب الملكة بدور زوجة أبيه وأن محبة الأمجد الذي هو ابن الملكة بدور وقعت في قلب حياة النفوس زوجة أبيه فصارت كل واحدة من المرأتين تلاعب ابن ضرتها وتقبله وتضمه إلى صدرها وإذا رأت ذلك أمه تظن أنه من الشفقة ومحبة الأمهات لأولادهن، وتمكن العشق من قلوب المرأتين وافتتنا بالولدين فصارت كل واحدة منهن إذا دخل عليها ابن ضرتها تضمه إلى صدرها وتود انه لا يفارقها، ولما طال عليهما المطال ولم يجدا سبيلاً إلى الوصال امتنعتا من الشراب و الطعام و هجرتا لذيذ المنام ، ثم إن الملك توجه إلى الصيد والقنص وأمر ولديه أن يجلسا في موضع الحكم كل واحد منهما يوماً على عادتهما.
إلى اللقاء فموعدنا الجزء السادس عشر
ا
رابط الجزء الثاني عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان

                        

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016