random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان ( الجزء الرابع عشر)

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان ( الجزء الرابع عشر)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...


فلما فتح قمر الزمان ذلك الطابق وجد باباً فنزل فيه فلقي قاعة قديمة من عهد ثمود وعاد وتلك القاعة واسعة وهي مملوءة ذهباً أحمر فقال في نفسه لقد ذهب التعب وجاء الفرح والسرور، ثم إن قمر الزمان طلع من المكان إلى ظاهر البستان ورد الطابق كما كان، ورجع إلى البستان ، وإلى تحويل الماء على الأشجار، ولم يزل كذلك إلى آخر النهار فجاء الخولي وقال يا ولدي أبشر برجوعك إلى الأوطان فإن التجار تجهزوا للسفر والمراكب بعد ثلاثة أيام مسافرة إلى مدينة من مدائن المسلمين، فإذا وصلت إليها تسافر في البر ستة أشهر حتى تصل جزائر خالدات، والملك شهرمان ففرح قمر الزمان بذلك ثم قبل يد الخولي وقال له يا والدي كما بشرتني فأنا أبشرك بشارة وأخبره بأمر القاعة ففرح الخولي وقال يا ولدي أنا في هذا البستان صار لي مدة ثمانون عاماً لم أجد شيء وأنت لك عندي دون السنة ووجدت هذا الكنز فهو رزقك وسبب زوال عكسك، ومعين لك على وصولك إلى أهلك واجتماع شملك بمن تحب. فقال قمر الزمان: لا بد من المقاسمة بيني وبينك، ثم أخذ الخولي ودخل في تلك القاعة وأراه الذهب وكان في عشرين خابية فأخذ عشرة والخولي عشرة. فقال له : يا ولدي عب لك أمطار من الزيتون العصافيري الذي في هذا البستان فإنه معدوم في غير بلادنا وتحمله التجار إلى جميع البلاد واحمل الذهب في الأمطار والزيتون فوق الذهب ، ثم سدها وخذها في المركب، فقام قمر الزمان من وقته وساعته وعبأ خمسين مطراً ووضع الذهب فيها، وسد عليه بعد أن جعل الزيتون فوق الذهب وحط الفص معه في مطر، وجلس هو والخولي يتحدثان وأيقن بجمع شمله وقربه من أهله وقال في نفسه إذا وصلت إلى جزيرة الأبنوس أسافر منها إلى بلاد أبي وأسأل عن محبوبتي بدور فيا ترى رجعت إلى بلادها أو سافرت إلى بلاد أبي أو حدث لها حادث في الطريق ثم جلس قمر الزمان ينتظر انقضاء الأيام وحكى للخولي حكاية الطيور وما وقع بينهما. فتعجب الخولي من ذلك ثم ناما إلى الصباح فأصبح الخولي ضعيفاً، واستمر على ضعفه يومين وفي ثالث يوم اشتد به الضعف حتى يئسوا من حياته فحزن قمر الزمان على الخولي، فبينما هو كذلك إذا بالريس والبحرية قد أقبلوا وسألوا عن الخولي فأخبرهم بضعفه فقالوا أين الشاب الذي يريد السفر معنا إلى جزيرة الآبنوس فقال لهم قمر الزمان هو المملوك الذي بين أيديكم ثم أمرهم بتحويل الأمطار إلى المركب فنقلوها إلى المركب، وقالوا لقمر الزمان أسرع فإن الريح قد طاب. فقال لهم سمعاً وطاعة ثم نقل زوادته إلى المركب، ورجع إلى الخولي يودعه فوجده في النزاع الأخير، فجلس عند رأسه حتى مات وغمضه وجهزه ووراه في التراب ثم توجه إلى المركب فوجدها أرخت القلوع وسارت ولم تزل تشق البحر حتى غابت عن عينه فصار قمر الزمان مدهوشاً حيران ثم رجع إلى البستان وهو مهموم مغموم بعد أن سافرت المركب واستأجر البستان من صاحبه، وأقام تحت يده رجلاً يعاونه على سقي الشجر وتوجه إلى الطابق ونزل إلى القاعة وعبأ الذهب الباقي في خمسين مطراً ووضع فوقه الزيتون عن المركب وسأل عن المركب فقالوا إنها لا تسافر إلا في كل سنة مرة واحدة فزاد به الوسواس وتحسر على ما جرى له لا سيما فقد الفص الذي للسيدة بدور فصار يبكي بالليل والنهار وينشد الأشعار، هذا ما كان من أمر قمر الزمان.  و أما ما كان من أمر المركب فإنه طاب لها الريح ووصلت إلى جزيرة الأبنوس واتفق بالأمر المقدور أن الملكة بدور كانت جالسة في الشباك فنظرت إلى المركب وقد رست في الساحل فخفق فؤادها وركبت هي والأمراء والحجاب وتوجهت إلى الساحل ووقفت على المركب وقد دار النقل في البضائع إلى المخازن فأحضرت الريس وسألته عما معه. فقال: أيها الملك إن معي في هذه المركب من العقاقير والسفوفات والأكحال والمراهم والأدهان والأموال والأقمشة الفاخرة والبضائع النفيسة ما يعجز عن حمله الجمال والبغال وفيها من أصناف العطر والبهار من العود القاقلي والتمر الهندي والزيتون العصافيري ما يندر وجوده في هذه البلاد فاشتهت نفسها الزيتون، وقالت لصاحب المركب ما مقدار الذي معك من الزيتون؟ قال معي خمسون مطراً ملآنة، ولكن صاحبها ما حضر معنا والملك يأخذ ما اشتهاه منها، فقالت: أطلعوها في البر لأنظر إليها فصاح الريس على البحرية فطلعوا الخمسين مطراً وأعطيكم ثمنها مهما كان ، فقال الريس: هذا ما له في بلادنا قيمة ولكن صاحبها تأخر عنا وهو رجل فقير الحال، قالت: وما مقدار ثمنها، قال: ألف درهم، قالت: آخذها بألف دينار، ثم أمرت بنقلها إلى القصر، فلما جاء الليل أمرت بإحضار مطر فكشفته وما في البيت غيرها هي وحياة النفوس فحطت بين يديها طبقاً ووضعت فيه شيئاً من المطر فنزل في الطبق كوم من الذهب الأحمر، فقالت للسيدة حياة النفوس: ما هذا إلا ذهب، ثم اختبرت الجميع فوجدتها كلها ذهباً والزيتون كله ما يملأ مطراً واحداً وفتشت في الذهب فوجدت الفص فيه فأخذته وتأملته فوجدته الفص الذي كان في تكة لباسها وأخذه قمر الزمان، فلما تحققته صاحت من فرحتها وخرت مغشياً عليها ، فلما افاقت قالت في نفسها إن هذا الفص كان سبباً في فراق محبوبي قمر الزمان ولكنه بشير الخير ثم أعلمت السيدة حياة النفوس بأن وجوده بشارة الإجتماع، فلما أصبح الصباح جلست على كرسي المملكة وأحضرت ريس المركب، فلما حضر قبل الأرض بين يديها فقالت: أين خليتم صاحب هذا الزيتون؟ فقال: يا ملك الزمان تركناه في بلاد المجوس وهو خولي بستان، فقالت له: إن لم تأت به فلا تعلم ما يجري عليك وعلى مركبك من الضرر، ثم أمرت بالختم على مخازن التجار وقالت لهم إن صاحب هذا الزيتون غريمي ولي عليه دين وإن لم يأت لأقتلنكم جميعاً وأنهب تجارتكم،
فأقبلوا على الريس ووعدوه بأجرة مركبه ويرجع ثاني مرة وقالوا خلصنا من هذا الغاشم، فنزل الريس في المركب وحل قلوعها وكتب الله له السلامة حتى دخل الجزيرة في الليل وطلع إلى البستان وكان قمر الزمان قد طال عليه الليل وتذكر محبوبته فقعد يبكي على ما جرى له وهو في البستان ثم إن الريس دق الباب على قمر الزمان ففتح الباب وخرج إليه فحمله البحرية ونزلوا به إلى المركب وحلوا القلوع فسافروا وساروا ولم يزالوا سائرين أياماً وليالي وقمر الزمان لا يعلم ما موجب ذلك فسألهم عن السبب. فقالوا له: أنت غريم الملك صاحب جزائر الآبنوس صهر الملك أرمانوس وقد سرقت ماله يا منجوس، فقال: والله عمري ما دخلت هذه البلاد ولا أعرفها، ثم إنهم ساروا به حتى أشرفوا على جزائر الأبنوس وطلعوا به على السيدة بدور، فلما رأته عرفته قالت: دعوه عند الخدام ليدخلوا به الحمام وأفرجت عن التجار وخلعت على الريس خلعة تساوي عشرة آلاف دينار ودخلت على السيدة حياة النفوس واعلمتها بذلك، وقالت لها اكتمي الخبر حتى أبلغ مرادي وأعمل عملاً يؤرخ ويقرأ بعدنا على الملوك والرعايا وقد أمرت أن يدخلوا بقمر الزمان الحمام فدخلوا به وألبسوه لبس الملوك ولما طلع قمر الزمان من الحمام كأنه غصن بان أو كوكب يخجل بطلعته القمران وردت روحه إليه ودخل القصر. فلما نظرته صبرت قلبها حتى يتم مرادها وأنعمت عليه بمماليك وخدم وجمال وبغال وأعطته خزانة مال ولم تزل ترقي قمر الزمان من درجة إلى درجة حتى جعلته خازندار وسلمت إليه الأموال وأقبلت عليه وقربته منها وأعلمت الأمراء بمنزلته فأحبوه جميعهم وصارت الملكة بدور كل يوم تزيد له في المرتبات وقمر الزمان لا يعرف سبب تعظيمها له ومن كثرة الأموال صار يهب ويتكرم ويخدم الملك أرمانوس حتى أحبه وكذلك أحبته الأمراء والخواص والعوام وصاروا يحلفون بحياته، كل ذلك وقمر الزمان يتعجب من تعظيم الملكة بدور له ويقول في نفسه والله إن هذه المحبة لا بد لها من سبب وربما يكون هذا الملك إنما يكرمني هذا الإكرام الزائد لأجل غرض فاسد فلا بد أن أستأذنه وأسافر من بلاده. ثم إنه توجه إلى الملكة بدور وقال لها: أيها الملك إنك أكرمتني إكرماً زائداً، ومن تمام الإكرام أن تأذن لي بالسفر وآخذ معي جميع ما انعمت علي، فتبسمت الملكة بدور وقالت له: ما حملك على طلب الأسفار واقتحام الأخطار وأنت في غاية الإكرام ومزيد الأنعام؟ فقال لها قمر الزمان: أيها الملك السعيد إن هذا الإكرام إذا لم يكن له سبب فإنه أعجب العجب خصوصاً وقد أوليتني من المراتب ما استحق أن يكون للشيوخ الكبار مع إنني من الأطفال الصغار، فقالت له الملكة بدور: سبب ذلك أني أحبك لفرط جمالك الفائق وبديع حسنك الرائق وإن أمكنتني مما أريد منك أزيدك إكراماً وعطاء وإنعاماً وأجعلك وزيراً على صغر سنك كما جعلني الناس سلطاناً عليهم وانا في هذا السن ولا عجب اليوم في رئاسة الأطفال ولله در من قال:- شعر عن غدر الزمن .
كأن زماننا من قوم لوط **
له شغف تقديم الصغار .

فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام خجل واحمرت خدوده حتى صارت كالضرام وقال: لا حاجة لي بهذا الإكرام المؤدي إلى ارتكاب الحرام بل أعيش فقيراً من المال غنياً بالمروءة والكمال، فقالت له الملكة بدور: أنا لا أغتر بورعك الناشيء عن التيه والدلال ولله در من قال:-
شعر عن الطمع
ذاكرته عهد الوصال فقال لي **
كم ذا تطيل من الكلام المؤلم .
فأريته الدينار أنـشـد قـائلاً **
أين المفر من القضاء المبرم .

فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام وفهم الشعر والنظام قال: أيها الملك إنه لا عادة لي بهذه الفعال ولا طاقة لي على حمل الأثقال التي يعجز حملها أكبر مني فكيف بي على صغر سني؟ فلما سمعت كلامه الملكة بدور تبسمت وقالت:إن هذا الشيء عجاب كيف يظهر الخطأ من خلال الصواب إذا كنت صغيراً فكيف تخشى الحرام وارتكاب الآثام وانت لم تبلغ حد التكليف ولا مؤاخذة في ذنب الصغير ولا تعنيف فقد ألزمت نفسك الحجة بالجدال وخفت عليك كلمة الوصال فلا تظهر بعد ذلك امتناعاً ولا نفوراً وكان أمراً لله قدراً مقدوراً فانا أحق منك بخشية الوقوع ، فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام تبدل الضياء في وجهه بالظلام وقال أيها الملك :- 

 إلى اللقاء فموعدنا الجزء الخامس عشر
                                                                               


رابط الجزء الثاني عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان
                                                     

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016