random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية الجارية تودد و فصاحتها مع هارون الرشيد ( الجزء الرابع )

حكاية الجارية تودد و فصاحتها مع هارون الرشيد ( الجزء الرابع )

حكاية الجارية تودد و فصاحتها مع هارون الرشيد ( الجزء الرابع )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
 تقدم الطبيب الماهر الى الجارية تودد و قال : فرغنا من علم الأديان فتيقظي لعلم الأبدان ، وأخبريني عن الإنسان و كيف خلقه وكم في جسده من عرق وكم من عظم وكم من فقارة وأين أول العروق ولم سمي آدم آدم؟ قالت : سمي آدم لآدمته أي سمرة لونه وقيل : لأنه خلق من أديم الأرض ، أي ظاهر وجهها ، صدره من تربة الكعبة ، ورأسه من تربة المشرق ، ورجلاه من تربة المغرب ، وخلق الله له سبعة أبواب في رأسه و هي : العينان والأذنان والمنخران والفم . وجعل له منفذين قبله ودبره فجعل العينين حاسة النظر والأذنين حاسة السمع والمنخرين حاسة الشم والفم حاسة الذوق وجعل اللسان ينطق بما في ضمير الإنسان . وخلق آدم مكباً من أربعة عناصر وهي: الماء والتراب والنار والهواء فكانت الصفراء طبع النار وهي حارة يابسة . والسوداء طبع التراب وهو بارد يابس، والبلغم طبع الماء وهو بارد رطب . والدم طبع الهواء وهو حار رطب، وخلق في الإنسان ثلثمائة وستين عرقاً . ومائتين وأربعون عظماً. وثلاثة أرواح حيواني و نفساني و طبيعي . وجعل لكل منها حكماً . وخلق له قلباً وطحالاً ورئتان وستة أمعاء وكبداً وكليتين واليتين ومخاً وعظماً وجلداً وخمس حواس سامعة وباصرة وشامة وفائقة ولامسة . وجعل القلب في الجانب الأيسر من الصدر وجعل المعدة أمام الرئة مروحة للقلب وجعل الكبد في الجانب الأيمن محاذية للقلب وخلق ما دون ذلك من الحجاب والامعاء وركب ترائب الصدر وشبكها بالأضلاع . قال الطبيب : أحسنت . فأخبريني كم في رأس ابن آدم من بطن؟ قالت: ثلاثة بطون وهي تشتمل على خمس قوى تسمى الحواس الباطنية وهي الحس المشترك والخيال والمتصرفة والواهمة والحافظة . قال : أحسنت . فأخبريني عن هيكل العظام . قالت : هو مؤلف من مائتين وأربعون عظمة وينقسم إلى ثلاثة أقسام : رأس و جذع و أطراف ، أما الرأس فتنقسم إلى جمجمة ووجه ، فالجمجمة مركبة من ثمانية عظام ويضاف إليها عظيمات السمع الأربع . والوجه ينقسم إلى فك علوي وفك سفلي ، فالعلوي يشتمل على أحد عشر عظماً والسفلي عظم واحد. ويضاف إليه الأسنان وهي اثنتان وثلاثون سناً . وكذلك العظم اللامي . وأما الجذع فينقسم إلى سلسلة فقارية وصدر وحوض فالسلسلة مركبة من أربعة وعشرون عظماً تسمى الفقار والصدر مركب من القفص والأضلاع التي هي أربع وعشرون ضلعاً في كل جانب اثنتا عشرة . والحوض مركب من العظمين الحرقفيين والعجز والعصعص . وأما الأطراف فتنقسم إلى طرفين علويين وطرفين سفليين، فالعلويان ينقسم كل منهما أولاً منكب مركب من الكتف والترقوة وثانياً إلى عضد وهو عظم واحد وثالثاً إلى ساعد مركب من عظمين هما: الكعبرة والزند ورابعاً إلى كتف ينقسم إلى رسخ ومشط وأصابع فالرسخ مركب من ثمانية عظام مصفوفة صفين كل منهما يشتمل على أربعة عظام والمشط يشتمل على خمسة عظام والأصابع عدتها خمس كل منها مركب من ثلاثة عظام تسمى السلاميات إلا الإبهام فإنها مركبة من اثنين فقط، والطرفان السفليان تنقسم كل منهما أولاً إلى فخذ هو عظم واحد وثانياً إلى ساق مركب من ثلاثة عظام: القصبة والشظية والرضفة وثالثاُ إلى قدم ينقسم كالكف إلى رسغ ومشط وأصابع. فالرسغ مركب من سبعة عظام مصفوفة صفين الأول فيه عظمان والثاني فيه خمسة والمشط مركب من خمسة عظام والأصابع وعدتها خمس كل منها مركبة من ثلاث سلاميات إلا الإبهام فمن سلاميين فقط. قال الطبيب : أحسنت . فأخبريني عن أصل العروق. قالت تودد : أصل العروق الوتين . ومنه تتشعب العروق وهي كثيرة لا يعلم عددها إلا الذي خلقها وقيل إنها ثلثمائة وستون عرقاً كما سبق. وقد جعل الله اللسان ترجماناً، والعينين سراجاً ، والمنخرين منشقين ، واليدين جناحين ، ثم إن الكبد فيه الرحمة والطحال فيه الضحك والكليتين فيهما المكر والخديعة والمعدة خزانة والقلب عماد الجسد فإذا أصلح القلب صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله، قال: أخبريني عن الدلالات والعلامات الظاهرة التي يستدل بها على المرض في الأعضاء الظاهرة والباطنة ، قالت : نعم ، إذا كان الطبيب ذا فهم نظر في أحوال البدن واستدل بجس اليدين على الصلابة والحرارة واليبوسة والبرودة والرطوبة و قد توجد في المحسوس دلالات على الأمراض الباطنة كصفرة العينين فإنها تدل على اليرقان وتحقق الظهر فإنه يدل على مرض الرئة . قال : أحسنت.  فما العلامات الباطنة ؟ قالت : إن الوقوف على الأمراض بالعلامات الباطنة يؤخذ من ستة قوانين الأول من الأفعال والثاني مما يستغفر من البدن والثالث من الوجع والرابع من الموضع والخامس من الورم والسادس من الأعراض . قا ل: أخبريني بم يصل الأذى من الرأس ؟ قالت : بإدخال الطعام على العام قبل هضم الأول . والشبع على الشبع فهو الذي أفنى الأمم . فمن أراد البقاء فليباكر بالغداء ولا يتمسى العشاء ، وليقلل من مجامعة النساء ، وليخفف الرداء وأن لا يكثر الفصد ولا الحجامة ، وأن يجعل بطنه ثلاث أثلاث ثلث للطعام و ثلث للماء و ثلث للتنفس ، لأن مصران بني آدم ثمانية عشر شبراً يجب أن يجعل ستة للطعام وستة للشراب وستة للتنفس . وإذا مشى برفق كان أوفق له وأجمل لبدنه وأكمل . لقول تعالى: (ولا تمش على الأرض مرحاً) . قال : أحسنت فأخبريني ما علامة الصفراء وماذا يخاف منها ؟ قالت : تعرف بصفرة اللون ومرارة الفم والجفاف وضعف الشهوة و سرعة النبض . و يخاف صاحبها من الحمى المحرقة والبرصام والحمرة واليرقان والورم وقروح الأمعاء وكثرة العطش فهذه علامات الصفراء . قال : أحسنت . فأخبريني عن علامات السوداء وماذا يخاف على صاحبها إذا غلبت على البدن ؟ قالت : إنها تتولد من الشهوة الكاذبة وكثرة الوسوسة والهم والغم فينبغي حينئذٍ أن تستفرغ وإلا تولد منها الماليخوليا و الجذام والسرطان وأوجاع الطحال وقروح الأمعاء . قال : أحسنت . فأخبريني إلى كم جزء ينقسم الطب ؟ قالت : ينقسم إلى جزئين : أحدهما علم تدبير الأبدان المريضة. والأخر كيفية ردها إلى حال صحتها. قال : فأخبريني في أي وقت يكون شرب الأدوية أنفع فيه منه في غيره ؟ قالت : إذا جرى الماء في العود وانعقد الحب في العنقود وطلع السعد سعود فقد دخل وقت نفع شرب الدواء وطرد الداء فقال : أخبريني عن وقت إذا شرب فيه الإنسان من إناء جديد يكون شرابه أهنأ وأمرأ منه في غيره وتصعد له رائحة طيبة ذكية  ، قالت : إذا صبر بعد أكل الطعام ساعة . قال : فأخبريني عن طعام لا تتسبب عنه أسقام ، قالت : هو الذي لا يطعم إلا بعد الجوع وإذا طعم لا تمتلئ منه الضلوع . لقول جالينوس الحكيم : من أراد إدخال الطعام فليبطئ ثم لا يخطئ ولنختم بقوله عليه الصلاة والسلام : المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وأصل كل داء البردة يعني التخمةقال لها : فما تقولين في الحمام ؟ قالت : لا يدخله شبعان و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم البيت الحمام ينظف الجسد و يذكر النار ، قال : فأي الحمامات أحسن؟ قالت : ما عذب ماؤه واتسع فضاؤه وطاب هواؤه بحيث تكون أهويته أربعة خريفي وصيفي وشتوي وربيعي : قال : فأخبريني أي الطعام أفضل؟ قالت : ما صنعت النساء وقل فيه العناء وأكلته بالهناء ، وأفضل الطعام الثريد لقوله عليه الصلاة والسلام : فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على سائر النساء. قال : فأي الأدم أفضل؟ قالت : اللحم . لقوله عليه الصلاة والسلام: أفضل الأدم اللحم لأنه لذة للدنيا والآخرة ، قال فأخبريني فأي اللحم أفضل؟ قالت : الضان ويجتنب القديد لأنه لا فائدة فيه ، قال : أخبريني عن الفاكهة ، قالت  : كلها في إقبالها واتركها إذا انقضى زمانها. قال : فما تقولين في شرب الماء؟ قالت : لا تشربه شرباً ولا تعبه عباً فإنه يؤذيك صداعه ويشوش عليك من الأذى أنواعه ولا تشربه عقب خروجك من الحمام ولا عقب الجماع ولا عقب الطعام إلا بعد مضي خمس عشر دقيقة للشاب . وللشيخ بعد أربعين دقيقة ، ولا عقب يقظتك من المنام . قال : أحسنت . فاخبريني عن شرب الخمر قالت : أفلا يكفيك زاجراً ما جاء في كتاب الله تعالى حيث قال : (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) . وقال تعالى : (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما). وأما المنافع التي فيها فإنها تفتت حصى الكلى وتقوي الأمعاء وتنفي الهم وتحرك الكرم وتحفظ الصحة وتعين على الهضم وتصح البدن وتخرج الأمراض من المفاصل وتنقي الجسم من الأخلاط الفاسدة وتولد الطرب والفرح وتقوي الغريزة وتشد المثانة وتقوي الكبد وتفتح السدد وتحمر الوجه وتنقي الفضلات عن الرأس والدماغ وتبطئ بالمشيب ولولا الله عز وجل حرمها لم يكن على وجه الأرض ما يقوم مقامها. وأما الميسر فهو القمار قال : أي شيء في الخمر أحسن ؟ قالت : ما كان بعد ثمانين يوماً أو أكثر وقد اعتصر من عنب أبيض ولم يشبه ماء ولا شيء على وجه الأرض مثلها، قال : فما تقولين في الحجامة ؟ قالت : ذلك لمن كان ممتلئاً من الدم وليس فيه نقصان في دمه فمن أراد الحجامة فليحتجم في نقص الهلال في يوم بلا غيم ولا ريح ولا مطر ويكون في السابع عشر من الشهر وإن وافق يوم الثلاثاء كان أبلغ في النفع ولا شيء أنفع من الحجامة للدماغ وتصفية الذهن.  قال لها الحكيم : أخبريني عن أحسن الحجامة ، قالت : أحسنها على الريق فإنها تزيد في العقل وفي الحفظ لما روي عنه عليه الصلاة و السلام : أنه كان ما اشتكى إليه أحد وجعاً في رأسه أو رجليه إلا قال له احتجم . وإذا احتجم لا يأكل على الريق مالحاً فإنه يورث الجرب. ولا يأكل على أثره حامضاً، قال: فأي وقت تكره فيه الحجامة ؟ قالت : يوم السبت والأربعاء ومن احتجم فيها فلا يلومن إلا نفسه ولا يحتجم في شدة الحر ولا في شدة البرد وخيار أيامه أيام الربيع . قال : أخبريني عن المجامعة ، فلما سمعت ذلك أطرقت وطأطأت رأسها واستحيت  إجلالاً لأمير المؤمنين ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين ما عجزت بل خجلت وإن جوابه على طرف لساني . قال لها : يا جارية تكلمي ، قالت له : إن النكاح فيه فضائل مريدة وأمور حميدة منها أنه يخفف البدن الممتلئ بالسوداء و يسكن حرارة العشق ويجلب المحبة ويبسط القلب ويقطع الوحشة والإكثار منه في أيام الصيف والخريف أشد ضرراً في أيام الشتاء والربيع قال : فأخبريني عن منافعه قالت: إنه يزيل الهم والوسواس ويسكن العشق والغضب وينفع القروح هذا إذا كان الغالب على الطبع والبرودة واليبوسة وإلا فالإكثار منه يضعف النظر ويتولد منه وجع الساقين والرأس والظهر وإياك من مجامعة العجوز فإنها من القواتل . قال الإمام علي كرم الله وجهه : أربع يقتلن ويهرمن البدن : دخول الحمام على الشبع ، وأكل المالح والمجامعة على الامتلاء ومجامعة المريضة ، فإنها تضعف قوتك وتسقم بدنك والعجوز سم قاتل ، قال : فما أطيب الجماع؟ قالت: إذا كانت المرأة صغيرة السن مليحة القد حسنة الخد كريمة الجد بارزة النهد فهي تزيد قوة في صحة بدنك. قال : فأخبريني عن أي وقت يطيب فيه الجماع ؟ قالت : إذا كان ليلاً فبعد هضم الطعام . وإذا كان نهاراً فبعد الغداء . قال : فأخبريني عن أفضل الفواكه؟ قالت: الرمان والأترج . قال : فأخبريني عن أفضل البقول . قالت : الهندباء وقال : فما أفضل الرياحين ؟ قالت : البنفسج والورد ، قال : فأخبريني عن قرار مني الرجل ؟ قالت : إن في الرجل عرقاً يسقي سائر العروق فيجتمع الماء من ثلثمائة وستين عرقاً ثم يدخل في البيضة اليسرى دماً أحمر فينبطح من حرارة مراج بني آدم ماءً غليظاً أبيض رائحته مثل رائحة الطلع .  قال : أحسنت . فأخبريني عن طير يمني ويحيض قالت : هو الخفاش أي الوطواط ، قال : فأخبريني عن شيء إذا حبس عاش وإذا شم الهواء مات، قالت : هو السمك . قال : فأخبريني عن شجاع يبيض ؟ قالت : الثعبان . فعجز الطبيب من كثرة أسئلته وسكت ، فقالت الجارية : يا أمير المؤمنين إنه سألني حتى عيي ، وأنا أسأله مسألة واحدة فإن لم يجب أخذت ثيابه حلالاً لي . قال لها الخليفة : سليه ، قالت : ما تقول في شيء يشبه الأرض استدارة ، ويوارى عن العيون ، فقاره قليل القيمة والقدر ، ضيق الصدر والنحر ، مقيد وهو غير آبق موثق وهو غير سارق ، مطعون لا في القتال مجرور ولا في النضال ، يأكل الدهر مرة ويشرب الماء من كثرة، وتاره يضرب من غير جناية ، ويستخدم لا من كفاية مجموع بعد تفرقه ، متواضع لا من تملقه حامل و لا لولد في بطنه مائل، لا يسند ركنه فيتطهر ويصلي فيتغير ، يجامع بلا ذكر ، ويصارع بلا حذر ، يريح و يستريح ويعد فلا يصيح ، أكرم من النديم و أبعد من الحميم ، يفارق زوجته ليلاً ويعانقها نهاراً مسكنه الأطراف في مساكن الأشراف. فسكت الطبيب ولم يجب بشيء وتحير في أمره وتغير لونه واطرق برأسه ساعة ولم يتكلم فقالت : أيها الطبيب تكلم وإلا فانزع ثيابك فقام و قال : يا أمير المؤمنين أشهد على أن هذه الجارية أعلم مني بالطب وغيره ، ولا لي طاقة  ، ونزع ما عليه من ثياب وخرج هارباً . فعند ذلك قال لها أمير المؤمنين : فسري لنا ما قلتيه ، فقالت : يا أمير المؤمنين هذا الزرار و العروة . 
الى اللقاء في الجزء الخامس لمحاورة الجارية تودد للمنجم لا تدعوا الفرصة تفوتكم ولا تنسوا متابعة المدونة ليصلكم كل جديد.



شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016