random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان الجزء السابع عشر

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان الجزء السابع عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...

إن حياة النفوس أخبرت زوجها الملك قمر الزمان بمثل ما أخبرته به الملكة بدور وقالت له: أنا الأخرى جرى لي مع ولدك الأمجد كذلك ثم إنها أخذت في البكاء والنحيب وقالت له: إن لم تخلص لي حقي منه أعلمت أبي الملك أرمانوس بذلك ثم إن المرأتين بكتا قدام زوجهما الملك قمر الزمان بكاءً شديداً، فلما سمع كلامهما اعتقد أن كلامهما حق فغضب غضباً شديدا ما له من مزيد. فقام  وأراد

 أن يهجم على أولاده الاثنين ليقتلهما فلقيه عمه الملك أرمانوس وقد كان داخلاً في تلك الساعة ليسلم عليه لما علم أنه قد أتى من الصيد فرآه والسيف مشهور في يده والدم يقطر من مناخيره من شدة غيظه فسأله عما به فأخبره بجميع ما جرى من ولديه الأمجد والأسعد، ثم قال له: وها أنا داخل إليهما لأقتلهما أقبح قتلة وأمثل بهما أقبح مثلة. فقال له الملك أرمانوس وقد اغتاظ منهما أيضاً ونعم ما تفعل يا ولدي فلا بارك الله فيهما ولا في أولاد تفعل هذه الفعال في حق أبيهما ولكن يا ولدي صاحب المثل يقول: " من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " وهما ولداك على كل حال وينبغي أن تقتلهما بيدك، فتجرع غصتهما وتندم بعد ذلك على قتلهما حيث لا ينفعك الندم ولكن أرسلهما مع أحد المماليك ليقتلهما في البرية وهما غائبان عن عينيك. فلما سمع الملك قمر الزمان من عمه الملك أرمانوس هذا الكلام رآه صواباً فأغمد سيفه ورجع وجلس على سرير مملكته ودعا خازنداره وكان شيخاً كبيراً عارفاً بالأمور وثبات الدهور وقال له: أدخل إلي ولدي الأمجد والأسعد وكتفها كتافاً جيداً واجعلهما في صندوقين واحملهما على بغل واركب أنت واخرج بهما إلى وسط البرية واذبحهما واملأ لي قنينتين من دمهما وائتني بهما عاجلاً، فقال له الخازندار: سمعاً وطاعة، ثم نهض من وقته وساعته وتوجه إلى الأمجد والأسعد فصادفهما في الطريق، وهما خارجان في دهليز القصر وقد لبسا قماشهما وأفخر ثيابهما، وأرادا التوجه إلى والدهما الملك قمر الزمان ليسلما عليه ويهنآه بالسلامة عند قدومه من السفر إلى الصيد، فلما رآهما الخازندار قبض عليهما، وقال لهما: يا ولدي اعلما أني عبد مأمور وإن أباكما أمرني بأمر فهل أنتما طائعان لأمره، فقالا: نعم، فعند ذلك تقدم إليهما الخازندار وكتفهما ووضعهما في صندوقين وحملهما على ظهر بغل وخرج بهما من المدينة ولم يزل سائراً بهما في البرية إلى قريب الظهر فأنزلهما في مكان أقفر موحش ونزل عن فرسه وحط الصندوقين عن ظهر البغل وفتحهما وأخرج الأمجد والأسعد منهما. فلما نظر إليهما بكى بكاءً شديداً على حسنهما وجمالهما وبعد ذلك جرد سيفه وقال لهما: والله يا سيدي إنه يعز علي أن أفعل بكما فعلاً قبيحاً ولكن أنا معذور في هذه الأمور لأنني عبد مأمور وقد أمرني والدكما الملك قمر الزمان بضرب رقابكما فقالا له: أيها الأمير افعل ما أمرك به الملك فنحن صابرون على ما قدره الله عز وجل علينا وأنت في حل من دمنا، ثم إنهما تعانقا وودعا بعضهما وقال الأسعد للخازندار: بالله عليك يا عم أنك لا تجرعني غصة أخي ولا تسقني حسرته بل اقتلني أنا قبله ليكون ذلك أهون علي، وقال الأمجد للخازندار مثل ما قاله الأسعد، واستعطف الخازندار أن يقتله قبل أخيه وقال له: إن أخي أصغر مني فلا تذقني لوعته ثم بكى كل منهما بكاءً شديداً ما عليه من مزيد وبكى الخازندار لبكائهما ثم إن الأخوين تعانقا وودعا بعضهما، وقال أحدهما للآخر إن هذا كله من كيد الخائنتين أمي وأمك وهذا ما جرى مني في حق أمك وجزاء ما جرى منك في حق أمي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه لراجعون، ثم إن الأسعد اعتنق أخاه وصعد الزفرات وانشد هذه الأبيات: شعر التوسل الى الله
يا من إليه المشتكى والمـفـزع**           
أنت المعد لكل مـا يتـوقـع .

ما لي سوى قرعي لبابك حـيلة **         
ولئن رددت فأي بـاب أقـرع .
يا من خزائن فضله في قول كن **         
أمنن فإن الخير عندك أجمـع .
فلما سمع الأمجد بكاء أخيه بكى وضمه إلى صدره وأنشد هذين البيتين:
أجمل كلام عن الأخ

يا من أياديه عندي غير واحدة **       
ومن مواهبه تنمو من العدد .
ما نابني من زماني قط نائبة **       
إلا وجدتك فيها آخذا بـيدي .
ثم قال الأمجد للخازندار: سألتك بالواحد القهار الملك الستار أن تقتلني قبل أخي الأسعد لعل نار قلبي تخمد ولا تدعها تتوقد، فبكى الأسعد وقال: ما يقتل قبل إلا أنا، فقال الأمجد: الرأي أن تعتنقني وأعتنقك حتى ينزل السيف علينا فيقتلنا دفعة واحدة، فلما اعتنقا الاثنان وجهاً لوجه التزما ببعضهما ، وشدهما الخازندار وربطهما بالحبال وهو يبكي، ثم جرد سيفه وقال: والله يا سيدي أنه يعز علي قتلكما فهل لكما من حاجة فأقضيها أو وصية فأنفذها أورسالة فأبلغها ؟ فقال الأمجد: ما لنا حاجة، وأما من جهة الوصية فإني أوصيك أن تجعل أخي الأسعد من تحت وأنا من فوق لأجل أن تقع علي الضربة أولاً فإذا فرغت من قتلنا ووصلت إلى الملك وقال لك: ماسمعت منهما قبل موتهما فقل له: إن ولديك يقرآنك السلام ويقولان لك أنك لا تعلم هل هما بريئان أو مذنبان وقد قتلتهما وما تحققت منهما وما نظرت في حالهم ثم أنشد هذين البيتين:
أجمل شعر عن النساء
إن النساء شياطين خلقن لـنـا  **       
نعوذ بالله من كيد الشياطـين .
فهن أصل البليات التي ظهرت **       
بين البرية في الدنيا وفي الدين .
ثم قال الأمجد: ما نريد منك إلا أن تبلغه هذين البيتين اللذين سمعتهما وأسألك بالله أن تطول بالك علينا حتى أنشد لأخي هذين البيتين الأخرين ثم بكى بكاءً شديداً وجعل يقول:
في الـذاهـبـين الأولـين **
من الملوك لنا بـصـائر .

 كم قد مضى في ذا **
الطريق من الأكابر والأصـاغـر .
فلما سمع الخازندار من الأمجد هذا الكلام بكى بكاءً شديداً حتى بل لحيته، وأما الأسعد فإنه تغرغرت عيناه بالعبرات وأنشد هذه الأبيات: اجمل قصيدة عن غدر الزمن
الدهر يفجع بعد العـين بـالأثـر **           
فما البكاء على الأشباح والصـور .
فما الليالي أقال الله عـثـرتـنـا **             
من الليالي وخانتهـا يد الـغـدر .
فقد أضمرت كيدها لابن الزبير وما**         
 رعت ليأذنه بالبيت والـحـجـر .
وليتها إذ فدت عمـراً بـخـارجة **         
 فدت علياً بمن شاءت من البشـر .
ثم خضب خده بدمعه المرار وأنشد هذه الأشعار:
إن الليالي والأيام قد طـبـعـت **       
على الخداع وفيها المكر والحيل .
سراب كل نياب عندهـا شـئت **       
وهول كل ظلال عندها كحـل.
ذبني إلى الدهر فليكره سجيتـه **     
ذنب الحسام إذ ما أحجم البطـل.
ثم صعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات:
 يا طالب الدنيا الـدنـية إنـهـا  **       
شرك الردى أو قرارة الأكدار .

 دار متى أضحكت في يومهـا **     
 أبكت غداً تباً لـهـا مـن دار .
غاراتها لا تنقضي وأسـيرهـا **       
 لا يفتدي بجلائل الأخـطـار.
كم مزده بغروره حتـى غـدا  **       
متفردا متجاوز الـمـقـدار .
فلما فرغ الأسعد من شعره اعتنق أخاه الأمجد حتى صارا كأنهما شخص واحد وسل الخازندار سيفه وأراد أن يضربهما وإذا بفرسه جفل في البر وكان يساوي ألف دينار وعليه سرج عظيم يساوي جملة من المال، فألقى السيف من يده فذهب وراء فرسه وقد التهب فؤاده وما زال يجري خلفه ليمسكه حتى دخل في غابة فدخل وراءه في تلك الغابة فشق الجواد في وسط الغابة ودق الأرض برجليه، فعلا الغبار وارتفع وثار فأما الفرس فإنه شخر ونخر وصهل وزمجر وكان في تلك الغابة أسد عظيم الخطر قبيح المنظر عيونه ترمي بالشرر له وجه عبوس وشكل يهول النفوس فالتفت الخازندار فرأى الأسد قاصداً إليه فلم يجد له مهرباً من يديه ولم يكن معه سيف فقال في نفسه: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما حصل لي هذا الضيق إلا بذنب الأمجد والأسعد وإن هذا السفرة مشؤومة من أوله، ثم إن الأمجد والأسعد قد حمي عليهما الحر فعطشا عطشاً شديداً، حتى نزلت ألسنتهما واستغاثا من العطش فلم يغثهما أحد، فقالا: يا ليتنا كنا قتلنا واسترحنا من هذا ولكن ما ندري أين جفل الحصان حتى ذهب الخازندار وراءه وخلانا مكتفين فلو جاءنا وقتلنا كان أريح لنا من مقاساة هذا العذاب. فقال الأسعد: يا أخي اصبر فسوف يأتينا فرج الله سبحانه وتعالى فإن الحصان ما جفل إلا لأجل لطف الله بنا وما ضرنا غير هذا العطش ثم هز نفسه وتحرك يميناً وشمالاً فانحل كتافه فقام وحل كتاف أخيه ثم أخذ سيف الخازندار وقال لأخيه: والله لا تبرح من هذا حتى نكشف خبره ونعرف ما جرى له وشرعا يقتفيان الأثر فدلهما على الغابة فقالا لبعضهما: إن الحصان والخازندار ما تجاوزا هذه الغابة. فقال الأسعد لأخيه: قف هنا حتى أدخل الغابة وأنظرها، فقال الأمجد: ما اخليك تدخل فيها وحدك وما ندخل إلا جميعنا فإن سلمنا سلمنا سواء وإن عطبنا عطبنا سواء، فدخل الاثنان فوجدا الأسد قد هاجم الخازندار وهو تحته كانه عصفور ولكنه صار يبتهل إلى الله ويشير إلى نحو السماء فلما رآه الأمجد أخذ السيف وهجم على الأسد وضربه بالسيف بين عينيه فقتله ووقع مطروحاً على الأرض فنهض الخازندار وهو متعجب من هذا الأمر فرأى الأمجد والأسعد ولدي سيده واقفين فترامى على أقدامهما وقال لهما: والله يا سيدي ما يصلح أن أفرط فيكما بقتلكما فلا كان من يقتلكما فبروحي أفديكما.
إلى اللقاء فموعدنا الجزء الثامن عشر .

رابط الجزء الثاني عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان  
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان 
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016