حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان (الجزء التاسع عشر)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
يا دهر مهلا كم تجـور وتـعـتـدي **
ولكم بأحبابي تروح وتعـتـدي.
ما آن أن ترثي لطول تشتـتـي **
وترق يا من قلبه كالجـلـمـد .
وأسأت أحبابي بما أشمـت بـي **
كل العداة بما صنعت من الردي .
وقد اشتفى قلب العدو بمـا رأى **
من غربتي وصبابتي وتوحـدي.
ولكم بأحبابي تروح وتعـتـدي.
ما آن أن ترثي لطول تشتـتـي **
وترق يا من قلبه كالجـلـمـد .
وأسأت أحبابي بما أشمـت بـي **
كل العداة بما صنعت من الردي .
وقد اشتفى قلب العدو بمـا رأى **
من غربتي وصبابتي وتوحـدي.
لم يكفه ما حل بي مـن كـربة**
وفراق أحبابي وطرف أرمدي .
وفراق أحبابي وطرف أرمدي .
حتى بليت بضيق سجن ليس لي **
فيه أنيس غير عضـي بـالـيد .
فيه أنيس غير عضـي بـالـيد .
ومدامع تهمي كفيض سحـائب **
وغليل شوق ناره لم تـخـمـد .
وغليل شوق ناره لم تـخـمـد .
وكآبة وصبـابة وتـذكـر **
وتحسر وتنفس وتـنـهـد .
وتحسر وتنفس وتـنـهـد .
شوق أكابده وحزن متلـف **
ووقعت في وجد مقيم مقعد .
ووقعت في وجد مقيم مقعد .
فلما فرغ من شعره ونثره حن وبكى وأن واشتكى وتذكر ما كان فيه وما حصل له من فراق أخيه. هذا ما كان من أمره، وأما ما كان من أمر أخيه الأمجد فإنه مكث ينتظر الأسعد إلى نصف النهار فلم يعد إليه فخفق فؤاده واشتد به ألم الفراق وأفاض دمعه المهراق، وصاح وااحسرتاه ما كان اخوفني من الفراق ثم نزل من فوق الجبل ودمعه سايل على خديه ودخل المدينة ولم يزل ماشياً فيها حتى وصل إلى السوق وسأل الناس عن اسم هذه المدينة وعن أهلها فقالوا له: هذه تسمى مدين المجوس وأهلها يعبدون النار دون الملك الجبار، ثم سأل عن مدينة الأبنوس فقالوا له: إن المسافة التي بيننا وبينها من البر سنة ومن البحر ستة أشهر وملكها يقال له أرمانوس وقد صاهر اليوم ملكاً وجعله مكانه وذلك الملك يقال له قمر الزمان وهو صاحب عدل وإحسان وجود وأمان. فلما سمع الملك الأمجد ذكر أبيه حن وبكى وأن واشتكى وصار لا يعلم أين يتوجه وقد اشترى معه شيئاً للأكل وذهب إلى موضع يتوارى فيه ثم قعد وأراد أن يأكل فتذكر أخيه فبكى ولم يأكل إلا قدر سد الرمق ثم قام ومشى في المدينة ليعلم خبر أخيه فوجد رجلاً مسلماً خياطاً في دكان فجلس عنده وحكى له قصته فقال الخياط: إن كان وقع في يد أحد المجوس فما بقيت تراه إلا بعسر ولعل الله يجمع بينك وبينه ثم قال: هل لك يا أخي أن تنزل عندي؟ قال: نعم. ففرح الخياط بذلك وأقام عنده أياماً وهو يسليه ويصبره ويعلمه الخياطة حتى صار ماهراً ثم خرج يوماً إلى شاطئ البحر وغسل أثوابه ودخل الحمام ولبس ثياباً نظيفة ثم خرج من الحمام يتفرج في المدينة فصادف في طريقه امرأة ذات حسن وجمال وقد واعتدال ليس لها في الحسن مثال فلما رأته رفعت القناع عن وجهها وغمزته بحواجبها وعيونها وغازلته باللحظات وقد لعبت به أيادي الصبابات فأشار لها وأنشد هذه الأبيات: أروع أشعار العشاق
ورد الخدود ودونه شوك الـقـنـا **
فمن المحدث نفسه أن يجـتـنـي .
لا تمدد الأيدي إلـيه فـطـالـمـا **
شنوا الحروب لأن مددنا الأعـينـا .
فمن المحدث نفسه أن يجـتـنـي .
لا تمدد الأيدي إلـيه فـطـالـمـا **
شنوا الحروب لأن مددنا الأعـينـا .
قل للتي ظلمت وكـانـت فـتـنة**
ولو أنها عدلت لكانـت أفـتـنـا .
ولو أنها عدلت لكانـت أفـتـنـا .
ليزاد وجهك بالـتـبـرقـع ضـلة **
وأرى السفور لمثل حسنك أصونـا.
وأرى السفور لمثل حسنك أصونـا.
كالشمس يمتنع اجتلاءك وجهـهـا **
وإن اكتست برقيق غيم أمـكـنـا .
غدت النحيلة في حمى من نحلـهـا **
فسلوا حماة الحي عـم تـصـدنـا .
إن كان قتلي قصدهم فلـيرفـعـوا **
تلك الضغائن وليخـلـوا بـينـنـا .
وإن اكتست برقيق غيم أمـكـنـا .
غدت النحيلة في حمى من نحلـهـا **
فسلوا حماة الحي عـم تـصـدنـا .
إن كان قتلي قصدهم فلـيرفـعـوا **
تلك الضغائن وليخـلـوا بـينـنـا .
ما هم بأعظم فتـكة لـو بـارزوا **
من طرف ذات الخال إذا برزت لنا.
من طرف ذات الخال إذا برزت لنا.
فلما سمعت من الأمجد هذا الشعر تنهدت بصاعد الزفرات وأشارت إليه وأنشدت هذه الأبيات:
أنت الذي سلك الإعراض لست أنـا **
جسد بالوصال إذا كان الوفاء أنـا.
جسد بالوصال إذا كان الوفاء أنـا.
يا فالق الصبح مـن لألاء غـرتـه **
وجاعل الليل من أصداغه سكـنـا.
وجاعل الليل من أصداغه سكـنـا.
بصورة الوثن استعبدتنـي وبـهـا **
فتنتني وقديماً هجت لـي فـتـنـا .
فتنتني وقديماً هجت لـي فـتـنـا .
لا غرو إن أحرقت نار الهوى كبدي **
فالنار حق على من يعبد الوثـنـا .
فالنار حق على من يعبد الوثـنـا .
تبيع مثلي مـجـانـاً بـلا ثـمـن **
إن كان لا بد من بيع فخذ ثمـنـا .
إن كان لا بد من بيع فخذ ثمـنـا .
فلما سمع الأمجد منها هذا الكلام قال لها: أتجيئين عندي أو أجيء عندك؟ فأطرقت رأسها حياء إلى الأرض وتلت قوله تعالى:الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض ففهم الأمجد إشارتها ، وعرف أنها تريد الذهاب معه حيث يذهب فالتزم لها بالمكان وقد استحى أن يروح عند الخياط الذي هو عنده فمشى قدامها ومشت خلفه ولم يزل ماشياً بها من زقاق إلى زقاق ومن موضع إلى موضع حتى تعبت الصبية فقالت له: يا سيدي أين دارك؟ فقال لها: قدام وما بقي عليها إلا شيء يسير ثم انعطف بها في زقاق مليح ولم يزل ماشياً فيه وهي خلفه حتى وصلا إلى آخره فوجده غير نفاذ فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم التفت بعينه فرأى في صدر الزقاق باباً كبيراً بمصطبتين ولكنه مغلق فجلس الأمجد على مصطبة وجلست المرأة على مصطبة، ثم قالت له: يا سيدي ما الذي تنتظره؟ فأطرق برأسه إلى الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال لها: أنتظر مملوكي فإن المفتاح معه وكنت قد قلت له: هيء لنا المأكول والمشروب وصحبة المدام حتى أخرج من الحمام ثم قال في نفسه: ربما يطول عليها المطال فتروح إلى حال سبيلها وتخليني في هذا المكان فلما طال عليها الوقت قالت له: يا سيدي إن المملوك قد أبطأ علينا ونحن قاعدون في الزقاق، ثم قامت الصبية إلى الضبة بحجر فقال لها الأمجد: لا تعجلي واصبري حتى يجيء المملوك، فلم تسمع كلامه ثم ضربت الضبة بالحجر فقسمتها نصفين فانفتح الباب فقال لها: وأي شيء خطر لك حتى فعلت هذا؟ فقالت له: يا سيدي أي شيء جرى أما هو بيتك؟ فقال: نعم، ولكن لا يحتاج إلى كسر الضبة، ثم إن الصبية دخلت البيت فصار الأمجد متحيراً في نفسه خوفاً من أصحاب المنزل ولم يدر ماذا يصنع، فقالت الصبية: لم لا تدخل يا سيدي يا نور عيني وحشاشة قلبي؟ فقال لها: سمعاً وطاعة ولكن قد أبطأ علي المملوك وما أدري هل فعل شيئاً مما امرته به أم لا، ثم إنه دخل معها وهو غاية ما يكون من الهم خوفاً من أصحاب المنزل، فقالت: يا سيدي مالك واقفاً هكذا؟ ثم شهقت شهقة وأعطت الأمجد قبلة مقل كسر الجوز وقالت: يل سيدي إن كنت مواعد غيري فإني أشد ظهري وأخدمها فضحك الأمجد عن قلب مملوء بالغيظ ثم طلع وجلس وهو ينفخ وقال في نفسه: يا قبلة الشوم إذا جاء صاحب المنزل ، فبينما هو كذلك إذا بصاحب الدار قد جاء وكان مملوكاً من أكابر المدينة لأنه كان أمير ياخو عند الملك وقد جعل تلك القاعة معدة لحظه لينشرح به صدره ويختلي فيها بمن يريد وكان في ذلك اليوم قد أرسل إلى معشوق يجيء له ويجهز له ذلك المكان وكان اسم ذلك المملوك بهادر وكان سخي اليد صاحب جود وإحسان وصدقات وامتنان فلما وصل إلى قريب القاعة .
إلى اللقاء فموعدنا الجزء العشرون
إلى اللقاء فموعدنا الجزء العشرون
رابط الجزء الثاني عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثالث عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الرابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الخامس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السادس عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء السابع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثامن عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء التاسع عشر من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء العشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الحادي والعشرون من حكاية قمر الزمان
رابط الجزء الثاني و العشرون و الاخير من حكاية قمر الزمان
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم