random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية نعم و نعمة الله من قصص العشق(الجزء الثاني)

حكاية نعم و نعمة الله من قصص ألف ليلة وليلة

حكاية  نعم و نعمة الله من قصص العشق(الجزء الثاني)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...

قال الحجاج لصاحب الشرطة: لا بد أن تركب الخيل وتنظر في البلدان والطرقات وتفتش على الجارية، ثم التفت إلى نعمة وقال له: إن لم ترجع جاريتك دفعت لك عشر جوار من داري وعشر جوار من دار صاحب الشرطة، ثم قال لصاحب 
الشرطة اخرح في طلب 
 الجارية فخرج صاحب الشرطة ونعمة مغموم وقد يئس من الحياة وكان قد بلغ من العمر أربع عشرة سنة ولا نبات بعارضيه فجعل يبكي وينتحب وانعزل عن داره ولم يزل يبكي إلى الصباح فأقبل والده عليه وقال له: يا ولدي إن الحجاج قد احتال على الجارية وأخذها . من ساعة إلى ساعة يأتي فيها الله بالفرج من عنده فتزايدت الهموم على نعمة وصار لا يعلم ما يقول ولا يعرف من يدخل عليه وأقام ضعيفاً ثلاثة أشهر حتى تغيرت أحواله ويئس منه أبوه ودخلت عليه الأطباء فقالوا: ما له دواء إلا الجارية ، فبينما والده جالس يوماً من الأيام إذ سمع بطبيب وهو أعجمي وقد وصفه الناس بإتقان الطب والتنجيم وضرب الرمل فدعا به الربيع فلما حضر أجلسه الربيع وأكرمه وقال له: انظر ما حال ولدي، فقال لنعمة: هات يدك فاعطاه يده فجس مفاصله ونظر في وجهه وضحك والتفت إلى أبيه وقال: ليس بولدك مرض غير مرض في قلبه فقال: صدقت يا حكيم فانظر في شأن ولدي بمعرفتك واخبرني بجميع أحواله ولا تكتم عني شيئاً من امره، فقال الأعجمي: إنه متعلق بجارية وهذه الجارية في البصرة أو دمشق وما دواء ولدك غير اجتماعه بها فقال الربيع: إن جمعت بينهما فلك عندي ما يسرك وتعيش عمرك كله في المال والنعمة، فقال له الأعجمي: إن هذا الأمر قريب وسهل ثم التفت إلى نعمة وقال له: لا بأس عليك فطب نفساً وقر عيناً، ثم قال للربيع: اخرج من مالك أربعة آلاف دينار فأخرجها وسلمها للأعجمي فقال له الأعجمي: أريد من ولدك أن يسافر معي إلى دمشق ثم إن نعمة ودع والده ووالدته وسافر مع الحكيم إلى حلب فلم يقع على خبر الجارية ثم إنهما وصلا إلى دمشق وأقاما فيها ثلاثة ايام. وبعد ذلك أخذ الأعجمي دكاناً وملأ رفوفها بالصيني النفيس والأغطية وزركش الرفوف بالذهب والقطع المثمنة وحط قدامه أواني من القناني فيها سائر الأدهان والأشربة ووضع حول القناني أقداحاً من البلور وحط الإصطرلاب قدامه ولبس أثواب الحكمة والطب وأوقف بين يديه نعمة وألبسه قميصاً وملوط من الحرير بفوطة في وسطه من الحرير مزركشة بالذهب ثم قال الأعجمي لنعمة: يا نعمة أنت من اليوم ولدي فلا تدعني إلا بأبيك وأنا لا أدعوك إلا بولدي. فقال نعمة: سمعاً وطاعة، ثم إن أهل دمشق اجتمعوا على دكان الأعجمي ينظرون إلى حسن نعمة وإلى حسن الدكان والبضائع التي فيها والعجمي يكلم نعمة بالفارسية ونعمة يكلمه كذلك بتلك اللغة لأنه كان يعرفها على عادة أولاد الأكابر واشتهر ذلك العجمي عند أهل دمشق وجعلوا يصفون له الأوجاع وهو يعطيهم الأدوية، فبينما هو ذات يوم جالس إذ أقبلت عليه عجوز راكبة على حمار بردعته من الديباج المرصع بالجواهر فوقفت على دكان العجمي وشدت لجام الحمار وأشارت للعجمي وقالت له: أمسك يدي فأخذ يدها فنزلت من فوق الحمار وقالت له: أنت الطبيب العجمي الذي جئت من العراق؟ قال: نعم، قالت: اعلم أن لي بنتاً وبها مرض وأخرجت له قارورة. فلما نظر العجمي إلى ما فوق القارورة قال لها: يا سيدتي ما اسم تلك الجارية حتى أحسب لها نجمها وأعرف ساعة يوافقها فيها شرب الدواء؟ فقالت: يا أخا الفرس اسمها نعم ، فلما سمع  العجمي اسم نعم جعل يحسب ويكتب على يده وقال لها: يا سيدتي ما أصف لها دواء حتى أعرف من أي أرض هي لأجل اختلاف الهواء فعرفيني في أي أرض تربت وكم سنة سنها، فقالت العجوز: سنها أربع عشرة سنة ومر بها بأرض الكوفة من العراق، فقال: وكم شهراً لها في هذه الديار ؟ فقالت له: قامت في هذه الديار شهوراً قليلة. فلما سمع نعمة كلام العجوز وعرف اسم جاريته خفق قلبه فقال لها الأعجمي: يوافقها من الأدوية كذا وكذا، فقالت له العجوز: أعطني ما وصفت على بركة الله تعالى ورمت له عشرة دنانير على الدكان، فنظر الحكيم إلى نعمة وامره أن يهيء لها عقاقير الدواء وصارت العجوز تنظر إلى نعمة وتقول: أعيذك بالله يا ولدي إن شكلها مثل شكلك، ثم قالت العجوز للعجمي: يا أخا الفرس هل هذا مملوكك أم ولدك؟ فقال لها: إنه ولدي، ثم إن نعمة وضع لها الحوائج في علبة وأخذ ورقة وكتب فيها هذين البيتين:  أجمل أشعار الحب ، شعر خاص باسم نعم 
إذا أنعمت نعم علـي بـنـظـرة **      
فلا أسعدت سعدي ولا أفلت جمل .
وقالوا أسل عنها تعط عشرين مثلها**   
وليس لها مثل ولست لها أسـلـو .
ثم خبأ الورقة في داخل العلبة وختمها وكتب على غطاء العلبة بالخط الكوفي: أنا نعمة بن الربيع ثم وضع العلبة قدام العجوز فأخذتها وودعتهما وانصرفت متوجهة إلى قصر الخلافة فلما طلعت العجوز بالحوائج إى القاعة وضعت الدواء قدامها ثم قالت لها: يا سيدتي اعلمي أنه قد أتى مدينتنا طبيب أعجمي ما رأيت أحداً أعرف بأمور الأمراض منه فذكرت له اسمك بعد أن رأى القارورة فعرف مرضك ووصف دواءك ثم أمر ولد فشد لك هذا الدواء وليس في دمشق أجمل ولا أظرف من ولده ولا أحسن ثياباً منه ولا يوجد لأحد دكاناً مثل دكانه فأخذت العلبة فرأت مكتوباً على غطائها اسم سيدها واسم أبيه، فلما رأت ذلك تغير لونها وقالت: لاشك أن صاحب الدكان قد أتى في شأني ثم قالت للعجوز: صفي لي هذا الصبي فقالت اسمه نعمة وعلى حاجبه الأيمن أثر وعليه ملابس فاخرة وله حسن كامل، فقالت الجارية: ناوليني الدواء على بركة الله وعونه وأخذت الدواء وشربته وهي تضحك وقالت لها: إنه دواء مبارك ثم فتشت في العلبة فرأت الورقة ففتحتها وقرأتها فلما فهمت معناها تحققت أنه سيدها فطابت نفسها وفرحت، فلما رأتها العجوز قد ضحكت قالت لها: هذا اليوم يوم مبارك فقالت نعم: يا قهرمانة أريد منك الطعام والشراب فقالت العجوز للجواري : قدمن الموائد والأطعمة الفاخرة لسيدتكن ، فقدمن إليها الأطعمة، وجلست للأكل وإذا بعبد الملك بن مروان قد دخل عليهن ونظر الجارية جالسة وهي تأكل الطعام ففرح ثم قالت القهرمانة: يا أمير المؤمنين يهنيك عافية جاريتك نعم وذلك أنه وصل إلى هذه المدينة رجل طبيب ما رأيت أعرف منه بالأمراض ودوائها فأتيت لها منه بدواء فتعافت منه مرة واحدة فحصلت لها العافية، فقال لها أمير المؤمنين: خذي ألف دينار وأعطيها للذي أبرأها، ثم خرج وهو فرحان بعافية الجارية وراحت العجوز إلى دكان العجمي بالألف دينار وأعطته إياها وأعلمته أنها جارية الخليفة وناولته ورقة كانت نعم قد كتبتها فأخذها العجمي وناولها لنعمة، فلما رآها عرف خطها فوقع مغشياً عليه فلما أفاق فتح الورقة، فوجد مكتوباً فيها: من الجارية المسلوبة من نعمتها المخدوعة في عقلها المفارقة لحبيب قلبها أما بعد. فإنه قد ورد كتابكم علي فشرح الصدر وسر الخاطر وكان كقول الشاعر:  أجمل شعر عن الفرج ، شعر لقاء الحبيب
وورد الكتاب فلا عدمت أناملاً **        
كتبت به حتى تضمخ طـيبـاً .
فكأن موسى قد أعـيد لأمـه **           
أو ثوب يوسف قد أتى يعقوبا .
فلما قرأ نعمة هذا الشعر هملت عيناه بالدموع فقالت له القهرمانة: ما الذي يبكيك يا ولدي لا أبكى الله لك عيناً ؟ فقال العجمي: يا سيدتي كيف لا يبكي ولدي وهذه جاريته وهو سيدها نعمة بن الربيع الكوفي، وعافية هذه الجارية مرهونة برؤيته وليس لها علة إلا هواه ، فخذي أنت يا سيدتي هذه الألف دينار لك ولك عندي أكثر من ذلك وانظري لنا بعين الرحمة وإننا لا نعرف إصلاح هذا الأمر إلا منك، فقالت العجوز لنعمة: هل أنت مولاها ؟ قال: نعم، قالت: صدقت فإنها لا تفتر عن ذكرك فأخبرها نعمة بما جرى من الأول إلى الآخر فقالت العجوز: يا غلام لا تعرف اجتماعك بها إلا مني، ثم ودعته وذهبت إلى الجارية وقالت لها: إن سيدك قد ذهبت روحه في هواك وهو يريد الإجتماع بك فما تقولين في ذلك؟ فقالت نعم: وأنا كذلك قد ذهبت روحي وأريد الإجتماع به. فعند ذلك أخذت العجوز بقجة فيها حلي ومصاغ وبدلة من ثياب النساء وتوجهت إلى نعمة وقالت له: ادخل بنا مكاناً وحدنا فدخل معها قاعة خلف الدكان ونقشته وزينت معاصمه وزوقت شعره وألبسته لباس جارية وزينته بأحسن ما تزين به الجواري فصار كأنه من حور الجنان فلما رأته القهرمانة في تلك الصفة قالت: تبارك الله أحسن الخالقين والله إنك لأحسن من الجارية ثم قالت له: امش قدم  إلى الشمال وأخر اليمين وهز أردافك فمشى قدامها، كما أمرته فلما رأته قد عرف مشي النساء قالت له: امكث حتى آتيك ليلة غد إن شاء الله تعالى فآخذك وادخل بك القصر، وإذا نظرت الحجاب والخدامين فقو عزمك وطأطئ رأسك ولا تتكلم مع أحد وأنا أكفيك كلامهم وبالله التوفيق ، فلما أصبح الصباح أتته القهرمانة في ثاني يوم وأخذته وطلعت به القصر ودخلت قدامه ودخل وراءها في أثرها فأراد الحاجب أن يمنعه من الدخول فقالت له: يا أنحس العبيد إنها الجارية نعم محظية أمير المؤمنين فكيف تمنعها من الدخول ثم قالت: ادخلي يا جارية فدخل مع العجوز ولم يزالا داخلين إلى الباب الذي يتوصل منه إلى صحن القصر فقالت له العجوز: يا نعمة قو نفسك وثبت قلبك وادخل القصر وخذ على شمالك وعد خمسة أبواب وادخل الباب السادس فإنه باب المكان المعد لك وتخف وإذا كلمك أحد فلا تتكلم معه ثم سارت حتى وصلت إلى الأبواب فقابلها الحاجب المعد لتلك الأبواب قال لها: ما هذه الجارية.
إلى اللقاء فموعدنا الجزء الثالث 
رابط الجزء الأول من حكاية نعم و نعمة الله 
رابط الجزء الثاني من حكاية نعم و نعمة الله 

رابط الجزء الثالث من حكاية نعم و نعمة الله 

شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016