السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ...
إلى القصة ... 😊...
كان يا مكان في سالف العصر و الزمان ، يحكى أنه كانت امرأة صالحة من بني إسرائيل ، و كانت المرأة صالحة و عابدة لربها ، و كانت تخرج كل يوم إلى المصلى ، و كان المصلى بجانب بستان ، فكانت المرأة تدخل البستان وتتوضأ فيه ، كان في البستان رجلان يحرسانه ، فزين لهما الشيطان السوء و الفاحشة ، فتعلق قلبهما بتلك المرأة ، فراوداها عن نفسها فرفضت و امتنعت ، فقالا لها : إن لم تمكنينا من نفسك لنشهدن عليك بالزنا ، فقالت المرأة : الله يكفيني شركما فهو حسبي ، ففتحا باب البستان وصاحا فأقبل عليهما الناس من كل مكان قالوا : ما خبركما ؟ فقال الرجلان : إنا وجدنا هذه المرأة مع شاب يزني بها ، و هرب الشاب من أيدينا ، و كانت عادة الناس في ذلك الزمان ينادون بفضيحة الزاني ثلاثة أيام ، ثم يرجمونه ، فنادوا عليها ثلاثة أيام من أجل الفضيحة ، و كان الرجلان في كل يوم يقتربان منها و يضعان أيديهما على رأسها و يقولان لها : الحمد لله الذي أنزل بك نقمته . فلما أرادوا رجمها تبعهم دانيال و هو ابن اثنتي عشرة سنة . و هذه أول معجزة على نبينا دانيال عليه الصلاة والسلام . ( دانيال " عليه السلام ، كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل ، و كان في زمن " نبوخذ نصر " الذي خرب بيت المقدس ، و النبي دانيال عليه السلام بشر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :لقد ذكر دانيال عليه السلام مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمِهِ ـ فَقَالَ: " سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا ، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً ". فَهَذَا تَصْرِيحٌ بِغَيْرِ تَعْرِيضٍ ،وَ تَصْحِيحٌ لَيْسَ فِيهِ تَمْرِيضٌ" ) .
ولم يزل دانيال عليه السلام تابعاً لهم حتى لحقهم و قال : لا تعجلوا عليها بالرجم حتى أقضي بينهم فوضعوا له كرسياً .
1- أول معجزات نبي الله دانيال عليه السلام مع المرأة المتهمة بالزنا
ولم يزل دانيال عليه السلام تابعاً لهم حتى لحقهم و قال : لا تعجلوا عليها بالرجم حتى أقضي بينهم فوضعوا له كرسياً .
ثم جلس و فرق الرجلين ، و هو أول من فرق بين الشهود ، فقال لأحدهما : ما رأيت ؟ فذكر له ما جرى فقال له : حصل ذلك في أي مكان في البستان ؟ فقال : في الجانب الشرقي تحت شجرة كمثري ، ثم سأل الثاني عما رأى ، فأخبره بما جرى فقال له : في أي مكان في البستان ؟ فقال : في الجانب الغربي تحت شجرة تفاح ، هذا و الجارية واقفة رافعة رأسها و يديها إلى السماء ، وهي تدعو الله بالخلاص فأنزل الله تعالى صاعقة من العذاب فأحرقت الرجلين وأظهر الله تعالى براءة المرأة الصالحة ، فكانت تلك المعجزة هي أول المعجزات لنبي الله دانيال عليه السلام.
النهـــــايــــة
كان يا مكان في سالف العصر و الزمان يحكى على لسان الشريف حسين بن ريان ، أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان جالساً في بعض الأيام للقضاء بين الناس والحكم بين الرعايا ، وعنده أكابر الصحابة من أهل الرأي و الإصابة و السداد ، فبينما هو جالس إذ أقبل عليه شاب من أحسن الشباب ، نظيف الثياب وقد تعلق به شابان من أحسن الشباب وقد جذبه الشابان من طوقه وأوقفاه بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فنظر أمير المؤمنين إليهما وإليه ، فأمرهما بالكف عنه وأدناه منه وقال للشابان : ما قصتكما معه ؟ فقالا: يا أمير المؤمنين نحن أخوان شقيقان و باتباع الحق حقيقان ، كان لنا أب شيخ كبير حسن التدبير، معظم في القبائل منزه عن الرذائل ، معروف بالفضائل ربانا صغاراً واولانا كباراً. جميل المناقب والمفاخر حقيقاً بقول الشاعر: أجمل شعر عن الاب
قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم * * *
كلا لعمري ولكن منـه شـيبـان
كلا لعمري ولكن منـه شـيبـان
فكم أب قد علا بابن ذوي شـرف * * *
كما علت برسول اللـه عـدنـان
كما علت برسول اللـه عـدنـان
فخرج يوماً إلى حديقة له ليتنزه في أشجارها ويقتطف يانع ثمارها ، فقتله هذا الشاب وعدل عن طريق الرشاد و نسألك القصاص كما جاء . و الحكم فيه بما أمرك الله ، فنظر عمر إلى الشاب نظرة مرهبة و قال له : قد سمعت من هذين الغلامين الخطاب، فما تقول أنت في الجواب ؟ و كان ذلك الغلام ثابت الجنان جريء اللسان قد خلع ثياب الهلع و نزع لباس الجزع ، فتبسم وتكلم بأفصح لسان وحيا أمير المؤمنين بكلمات حسان ثم قال: والله يا أمير المؤمنين لقد وعيت ما ادعوا صدقاً فيما قالاه حيث أخبرا بما جرى وكان أمر الله قدراً مقدوراً ولكن سأذكر قصتي بين يديك والأمر فيها إليك ، اعلم يا أمير المؤمنين أني من صميم العرب العرباء الذين هم أشرف من تحت الجرباء ، نشأت في منازل البادية فأصابت قومي سود السنين العادية ، فأقبلت إلى ظاهر هذا البلد بالأهل والمال والولد وسلكت بعض طرائقها إلى المسير بين حدائقها بنياق كريمة عزيزات علي ، بينهن فحل كريم الأصل كثير النسل مليح الشكل ، يكثر منهن النتاج و يمشي بينهن كأنه ملك عليه تاج ، فدنت بعض النياق إلى حديقة أبيهم ، وقد ظهر من الحائط أشجارها فتناولته بمشفرها فطردتها عن تلك الحديقة ، و إذا بشيخ من الحائط قد ظهر و زفير غيظه يرمي الشرر ، و في يده اليمنى حجر وهو يهادى كالليث إذا حضر ، فضرب الفحل بذلك الحجر فقتله لأنه أصاب مقتله ، فلما رأيت الفحل قد سقط بجانبي آنست إلى قلبي قد توقدت فيه جمرات الغضب ، قتناولت ذلك الحجر بعينه و ضربته به فكان سبباً لحينه ولقي سوء مقبله ، والمرء مقتول بما قتل وعند إصابته بالحجر صاح صيحة عظيمة وصرخ صرخة أليمة ، فأسرعت بالسير من مكاني ، فأسرع هذا الشابان و أمسكاني وإليك أحضراني وبين يديك أوقفاني ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : قد اعترفت بما اقترفت وتعذر الخلاص ووجب القصاص، ولات حين مناص ، فقال الشاب : سمعاً وطاعة لما حكم به الإمام ورضيت بما اقتضته شريعة الإسلام ، و لكن لي أخ صغير كان له أب كبير خصه قبل وفاته بمال جزيل وذهب جليل ، و قد سلم أمره لي و أشهد الله علي وقال : هذا لأخيك عندك فاحفظه جهدك ، فأخذت ذلك المال ودفنته ولا أحد يعلم به إلا أنا ، فإن حكمت الآن بقتلي ذهب المال و كنت السبب في ذهابه و طالبك الصغير بحقه يوم يقضي الله بين خلقه ، وإن أنت انتظرتني ثلاثة أيام أقمت من يتولى أمر الغلام وعدت وافياً بالذمام ولي من يضمنني على هذا الكلام . فأطرق أمير المؤمنين رأسه ثم نظر إلى من حضره و قال : من يقوم بضمانه والعود إلى مكانه ؟ فنظر الغلام إلى وجوه من في المجلس وأشار إلى أبي ذر دون الحاضرين و قال: هذا يكفلني ويضمنني . قال عمر رضي الله عنه : يا أبا ذر أسمعت هذا الكلام وتضمن لي حضور هذا الغلام ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أضمنه إلى ثلاثة أيام فرضي بذلك وأذن للغلام في الإنصراف فلما انقضت مدة الإمهال وكاد وقتها أن يزول أو زال ، ولم يحضر الشاب إلى مجلس عمر والصحابة حوله كالنجوم حول القمر وأبو ذر قد حضر والخصمان ينتظران فقالا: أين الغريم يا أبا ذر كيف رجوع من فر ؟!، ولكن نحن لا نبرح من مكاننا حتى تأتينا للأخذ بثأرنا به. فقال أبو ذر: وحق الملك العلام أن انقضت الثلاثة أيام ولم يحضر الغلام وفيت بالضمان وسلمت نفسي للإمام فقال عمر رضي الله عنه: والله إن تأخر الغلام لأقضين في أبي ذر ما اقتضته شريعة الإسلام ، فهمرت عبرات الحاضرين وارتفعت زفرات الناظرين وعظم الضجيج فعرض أكابر الصحابة على الشابين أخذ الدية واغتنام الاثنية فأبيا ولم يقبلا إلا الأخذ بالثأر، فبينما الناس يموجون ويضجون تأسفاً على أبي ذر إذ أقبل الغلام ووقف بين يدي الإمام وسلم عليه بأحسن سلام ووجهه مشرق يتهلل وبالعرق يتكلل ، وقال له: قد أسلمت الصبي إلى أخواله وعرفتهم بجميع أحواله وأطلعتهم على مكان ماله. ثم اقتحمت هاجرة الحر ووفيت فاه الحر فتعجب الناس من صدقه ووفائه و إقدامه على الموت واجترائه ، فقال له بعضهم: ماأكرمك من غلام وأوفاك بالعهد والزمام فقال الغلام: أما تحققتم أن الموت إذا حضر لا ينجو منه أحد ، وغنما وفيت كيلا يقال ذهب الوفاء من الناس فقال أبو ذر: والله يا أمير المؤمنين لقد ضمنت هذا الغلام، ولم أعرفه من أي قوم ولا رأيته قبل ذلك اليوم ولكن لما أعرض عمر حضر وقصدني وقال: هذا يضمنني ويكفلني لم أستحسن رده، وأبت المروة أن تخيب قصده إذ ليس في إجابة القصد من باس كيلا يقال ذهب الفضل من الناس فعند ذلك قال الشابان: يا أمير المؤمنين قد وهبنا لهذا الشاب دم أبينا حيث بدل الوحشة بالإيناس كيلا يقال ذهب المعروف من الناس فاستبشر الإمام بالعفو عن الغلام لصدقه ووفائه بالذمام واستكبر مروءة إبي ذر دون جلسائه واستحسن اعتماد الشابين في اصطناع المعروف وأثنى عليهما ثناء الشاكر وتمثل بقول الشاعر: شعر عن عمل الخير
من يصنع الخير بين الـورى * * *
لا يذهب الخير بين الله والناس
لا يذهب الخير بين الله والناس
ثم عرض عليهما أن يصرف دية أبيهما من بيت المال فقالا: إنما عفونا عنه ابتغاء وجه الله الكريم المتعال ومن بيته كذا لا يتبع إحسانه مناً ولا أذى. وفكان صدق الشاب و وفائه بالعهد سببا لنجاته من القصاص و سببا في عفو ابناء القتيل عنه و وقف سفك الدماء ، ما اجمل أن نتحلى بالصدق في الاقوال ، و الوفاء بالعهد و الميثاق ، و ان لا نخيب من يقصدنا في صنائع المعروف ، و أن نصفح و نسامح و نعفو عند المقدرة و دمتم بعز
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم