حكاية الاجتماع بعد الفراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
كان يا مكان في سالف العصر و الزمان ، يحكى أن رجلاً من أفضل رجال بني إسرائيل كان غني ، و كان كثير المال و الجاه ، وله ولد صالح مبارك ، فعندما حضرت الرجل الوفاة ، و علم الابن أن والده مفارق الدنيا في لحظات ، فجلس الابن عند رأس والده و قال : يا سيدي أوصني فقال : يا بني لا تحلف بالله باراً و لا فاجراً ، ثم مات الرجل و بقي الولد بعد أبيه ، و عمل بوصية أبيه فسمع عنه فساق بني إسرائيل ، فكان الرجل يأتيه فيقول لي عند والدك كذا وكذا وأنت تعلم بذلك . أعطني ما في ذمة والدك و إلا فاحلف . فيقف الولد على الوصية ويعطيه جميع ما طلبه . فما زالوا به حتى فني ماله واشتد إقلاله و افتقاره ، و كان للولد زوجة صالحة مباركة . و له منها ولدان صغيران فقال لها : إن الناس قد أكثروا طلبي ، و ما ظل معي ما أدفع به عن نفسي من ما بذلته . و الآن لم يبق لي شيء فإن طالبني مطالب امتحنت أنا وأنت ، فالأولى أن نفوز بأنفسنا و نذهب إلى موضع لا يعرفنا فيه أحد و نعيش بين أظهر الناس ، فركب البحر مسافرا مع زوجته و طفليه ، وهو لا يعرف أين يتوجه والله يحكم ولا معقب لحكمه ولسان الحال يقول: شعر عن الأوطان و الديار شعر عن الغربة
يا خارجاً خوف العدا من داره * * *
واليسر قد وافاه عند فـراره
واليسر قد وافاه عند فـراره
لا تجزعن من البعاد فربـمـا * * *
عز الغريب يطول بعد مراره
عز الغريب يطول بعد مراره
لو قد أقام الدر في أصـدافـه * * *
ما كان تاج الملك بيت قراره
فانكسرت السفينة و خرج الرجل على لوح خشبي ، و خرجت المرأة على لوح و خرج كل ولد على لوح و فرقتهم الأمواج ، فنزلت المرأة على بلدة ، و نزل أحد الولدين على بلدة أخرى والتقط الولد الآخر أهل سفينة في البحر، و أما الرجل فقذفته الأمواج إلى جزيرة منقطعة خالية ، فخرج إليها و توضأ من البحر و أذن و أقام الصلاة . فإذا بأشخاص قد خرجوا من البحر بألوان مختلفة فصلوا معه و لما فرغ قام إلى شجرة في الجزية فأكل من ثمرها فزال عنه جوعه ، ثم وجد عين ماء فشرب منها و حمد الله عز وجل و بقي ثلاثة أيام يصلي ، و تخرج أقوام يصلون مثل صلاته ، و بعد مضي الأيام الثلاثة سمع منادياً يناديه : يا أيها الرجل الصالح البار بأبيه المجل قدر ربه ، لا تحزن ، إن الله عز وجل مخلف عليك ما خرج من يدك ، فإن في هذه الجزيرة كنوزاً و أموالاً و منافع يريد الله أن تكون لها وارثاً ، و هي في موضع كذا و كذا من هذه الجزيرة ، فاكشف عنها و إنا لنسوق إليك السفن ، فأحسن إلى الناس و ادعهم إليك ، فإن الله عز وجل يميل قلوبهم إليك ، و يحببهم فيك ، فقصد ذلك الموضع من الجزيرة و كشف الله تعالى له عن تلك الكنوز و صارت أهل السفن ترد عليه ، فيحسن إليهم إحساناً عظيماً و يقول لهم : لعلكم تدلون علي الناس . فإني أعطيكم كذا و كذا ، و اجعل لهم كذا و كذا ، فصار الناس يأتون من الأقطار و الأماكن و الأمصار . و ما مضت عليه عشر سنين إلا والجزيرة قد عمرت و الرجل صار ملكها لا يأوي إليه أحد إلا أحسن إليه. و شاع ذكره في الأرض بالطول و العرض . و كان ولده الأكبر قد وقع عند رجل علمه و أدبه و الآخر قد وقع عند رجل رباه و أحسن تربيته ، وعلمه طرق التجارة ، والمرأة قد وقعت عند رجل من التجار ائتمنها على ماله وعاهدها على أن لا يخونها وأن يعينها على طاعة الله عز وجل ، و كان يسافر بها في السفينة إلى البلاد و يستصحبها في أي موضع أراد ، فسمع الولد الأكبر بصيت ذلك الملك فقصده وهو لا يعلم من هو . فلما دخل عليه أخذه وائتمنه على سره و جعله كاتباً له و سمع الولد الآخر بذلك الملك العادل الصالح فقصده و سار إليه وهو لا يعلم من هو أيضاً . فلما دخل عليه وكله على النظر في أموره ، و بقوا مدة من الدهر في خدمته و كل واحد منهم لا يعلم بصاحبه ، و لا يعرفون أنهم أخوة و أن الملك والدهم . و سمع الرجل التاجر الذي نزلت عنده المرأة بذلك الملك و بره للناس و إحسانه إليهم فأخذ جانباً من الثياب الفاخرة ومما يستظرف من تحف البلاد وأتى بسفينة والمرأة معه حتى وصل إلى شاطئ الجزيرة ، و نزل إلى الملك وقدم له هديته فنظرها الملك وسر بها سروراً كبيراً . و أمر للرجل بجائزة سنية ، و كان في الهدية عقاقير ، أراد الملك من التاجر أن يعرفها له بأسمائها و يخبره بمصالحها فقال الملك للتاجر : أقم الليلة عندنا. قال : إن لي في السفينة وديعة عاهدتها أن لا أوكل أمرها إلى غيري وهي امرأة صالحة تمنيت بدعائها وظهرت لي البركة في آرائها ، فقال الملك: سأبعث لها أمناء يبيتون عليها و يحرسون كل ما لديها .فأجابه لذلك وبقي عند الملك و وجه الملك كاتبه و وكيله إليها و قال لهما: اذهبا واحرسا سفينة هذا الرجل الليلة إن شاء الله تعالى . فسارا و صعدا إلى السفينة و قعد أحدهما في مؤخرة السفينة و الآخر جلس في مقدمتها ، و أمضيا في ذكر الله عز وجل برهة من الليل ثم قال أحدهما للآخر: يا فلان إن الملك قد أمرنا بالحراسة و نخاف النوم فتعال نتحدث بأخبار الزمان وما رأينا من الخير والامتحان ، فقال الآخر: يا أخي أما أنا فمن امتحاني أن فرق الدهر بيني و بين أبي وأمي وأخ لي كان اسمه كاسمك ، و السبب في ذلك أنه ركب والدنا البحر من بلد كذا و كذا، فهاجت علينا الرياح واختلفت فكسرت السفينة و فرق الله شملنا. فلما سمع الآخر بذلك قال : و ما كان اسم والدتك يا أخي ؟ قال : فلانة قال : و ما اسم والدك ؟ قال : فلان ، فترامى الأخ على أخيه و قال له : أنت أخي . و الله حقاً وجعل كل واحد منهما يحدث أخاه بما جرى عليه في صغره والأم تسمع الكلام و لكنها كتمت أمرها و صبرت نفسها ، فلما طلع الفجر قال أحدهما للآخر : سر يا أخي نتحدث في منزلي قال : نعم فسارا ، و أتى الرجل فوجد المرأة في كرب شديد ، فقال لها : ما دهاك و ما أصابك ؟ قالت: لقد بعثت إلي الليلة من أرادني بالسوء و كنت منهما في كرب عظيم ، فغضب التاجر وتوجه للملك وأخبره بما فعل الأمينان ، فأحضرهما الملك بسرعة و كان يحبهما لما تحقق فيهما من الأمانة والديانة ثم أمر بإحضار المرأة حتى تذكر ما كان منهما مشافهة. فجيء بها وأحضرت فقال لها: أيتها المرأة ماذا رأيت من هذين الأمينين ؟ فقالت : أيها الملك أسألك بالله العظيم رب العرشي الكريم. إلا ما أمرتهما يعيدا كلامهما الذي تكلما به البارحة فقال لهما الملك : قولا ما قلتما ولا تكتما منه شيئاً فأعادا كلامهما. وإذا بالملك قد قام من فوق السرير وصاح صيحة عظيمة وترامى عليهما واعتنقهما . و قال : والله أنتما ولداي حقاً ، فكشفت المرأة عن وجهها و قالت: أنا والله أمهما فاجتمعوا جميعاً و صاروا في ألذ عيش وأهنأه إلى أن أتاهم الموت فسبحان من إذا قصده العبد نجا ولم يخب ما أمله فيه ورجاو ما أحسن ما قيل في المعنى: شعر عن الأجل و موعد تحقق الأمنيات .
ما كان تاج الملك بيت قراره
فانكسرت السفينة و خرج الرجل على لوح خشبي ، و خرجت المرأة على لوح و خرج كل ولد على لوح و فرقتهم الأمواج ، فنزلت المرأة على بلدة ، و نزل أحد الولدين على بلدة أخرى والتقط الولد الآخر أهل سفينة في البحر، و أما الرجل فقذفته الأمواج إلى جزيرة منقطعة خالية ، فخرج إليها و توضأ من البحر و أذن و أقام الصلاة . فإذا بأشخاص قد خرجوا من البحر بألوان مختلفة فصلوا معه و لما فرغ قام إلى شجرة في الجزية فأكل من ثمرها فزال عنه جوعه ، ثم وجد عين ماء فشرب منها و حمد الله عز وجل و بقي ثلاثة أيام يصلي ، و تخرج أقوام يصلون مثل صلاته ، و بعد مضي الأيام الثلاثة سمع منادياً يناديه : يا أيها الرجل الصالح البار بأبيه المجل قدر ربه ، لا تحزن ، إن الله عز وجل مخلف عليك ما خرج من يدك ، فإن في هذه الجزيرة كنوزاً و أموالاً و منافع يريد الله أن تكون لها وارثاً ، و هي في موضع كذا و كذا من هذه الجزيرة ، فاكشف عنها و إنا لنسوق إليك السفن ، فأحسن إلى الناس و ادعهم إليك ، فإن الله عز وجل يميل قلوبهم إليك ، و يحببهم فيك ، فقصد ذلك الموضع من الجزيرة و كشف الله تعالى له عن تلك الكنوز و صارت أهل السفن ترد عليه ، فيحسن إليهم إحساناً عظيماً و يقول لهم : لعلكم تدلون علي الناس . فإني أعطيكم كذا و كذا ، و اجعل لهم كذا و كذا ، فصار الناس يأتون من الأقطار و الأماكن و الأمصار . و ما مضت عليه عشر سنين إلا والجزيرة قد عمرت و الرجل صار ملكها لا يأوي إليه أحد إلا أحسن إليه. و شاع ذكره في الأرض بالطول و العرض . و كان ولده الأكبر قد وقع عند رجل علمه و أدبه و الآخر قد وقع عند رجل رباه و أحسن تربيته ، وعلمه طرق التجارة ، والمرأة قد وقعت عند رجل من التجار ائتمنها على ماله وعاهدها على أن لا يخونها وأن يعينها على طاعة الله عز وجل ، و كان يسافر بها في السفينة إلى البلاد و يستصحبها في أي موضع أراد ، فسمع الولد الأكبر بصيت ذلك الملك فقصده وهو لا يعلم من هو . فلما دخل عليه أخذه وائتمنه على سره و جعله كاتباً له و سمع الولد الآخر بذلك الملك العادل الصالح فقصده و سار إليه وهو لا يعلم من هو أيضاً . فلما دخل عليه وكله على النظر في أموره ، و بقوا مدة من الدهر في خدمته و كل واحد منهم لا يعلم بصاحبه ، و لا يعرفون أنهم أخوة و أن الملك والدهم . و سمع الرجل التاجر الذي نزلت عنده المرأة بذلك الملك و بره للناس و إحسانه إليهم فأخذ جانباً من الثياب الفاخرة ومما يستظرف من تحف البلاد وأتى بسفينة والمرأة معه حتى وصل إلى شاطئ الجزيرة ، و نزل إلى الملك وقدم له هديته فنظرها الملك وسر بها سروراً كبيراً . و أمر للرجل بجائزة سنية ، و كان في الهدية عقاقير ، أراد الملك من التاجر أن يعرفها له بأسمائها و يخبره بمصالحها فقال الملك للتاجر : أقم الليلة عندنا. قال : إن لي في السفينة وديعة عاهدتها أن لا أوكل أمرها إلى غيري وهي امرأة صالحة تمنيت بدعائها وظهرت لي البركة في آرائها ، فقال الملك: سأبعث لها أمناء يبيتون عليها و يحرسون كل ما لديها .فأجابه لذلك وبقي عند الملك و وجه الملك كاتبه و وكيله إليها و قال لهما: اذهبا واحرسا سفينة هذا الرجل الليلة إن شاء الله تعالى . فسارا و صعدا إلى السفينة و قعد أحدهما في مؤخرة السفينة و الآخر جلس في مقدمتها ، و أمضيا في ذكر الله عز وجل برهة من الليل ثم قال أحدهما للآخر: يا فلان إن الملك قد أمرنا بالحراسة و نخاف النوم فتعال نتحدث بأخبار الزمان وما رأينا من الخير والامتحان ، فقال الآخر: يا أخي أما أنا فمن امتحاني أن فرق الدهر بيني و بين أبي وأمي وأخ لي كان اسمه كاسمك ، و السبب في ذلك أنه ركب والدنا البحر من بلد كذا و كذا، فهاجت علينا الرياح واختلفت فكسرت السفينة و فرق الله شملنا. فلما سمع الآخر بذلك قال : و ما كان اسم والدتك يا أخي ؟ قال : فلانة قال : و ما اسم والدك ؟ قال : فلان ، فترامى الأخ على أخيه و قال له : أنت أخي . و الله حقاً وجعل كل واحد منهما يحدث أخاه بما جرى عليه في صغره والأم تسمع الكلام و لكنها كتمت أمرها و صبرت نفسها ، فلما طلع الفجر قال أحدهما للآخر : سر يا أخي نتحدث في منزلي قال : نعم فسارا ، و أتى الرجل فوجد المرأة في كرب شديد ، فقال لها : ما دهاك و ما أصابك ؟ قالت: لقد بعثت إلي الليلة من أرادني بالسوء و كنت منهما في كرب عظيم ، فغضب التاجر وتوجه للملك وأخبره بما فعل الأمينان ، فأحضرهما الملك بسرعة و كان يحبهما لما تحقق فيهما من الأمانة والديانة ثم أمر بإحضار المرأة حتى تذكر ما كان منهما مشافهة. فجيء بها وأحضرت فقال لها: أيتها المرأة ماذا رأيت من هذين الأمينين ؟ فقالت : أيها الملك أسألك بالله العظيم رب العرشي الكريم. إلا ما أمرتهما يعيدا كلامهما الذي تكلما به البارحة فقال لهما الملك : قولا ما قلتما ولا تكتما منه شيئاً فأعادا كلامهما. وإذا بالملك قد قام من فوق السرير وصاح صيحة عظيمة وترامى عليهما واعتنقهما . و قال : والله أنتما ولداي حقاً ، فكشفت المرأة عن وجهها و قالت: أنا والله أمهما فاجتمعوا جميعاً و صاروا في ألذ عيش وأهنأه إلى أن أتاهم الموت فسبحان من إذا قصده العبد نجا ولم يخب ما أمله فيه ورجا
لكل شيء من الأشياء مـيقـات * * *
والأمر فيه أخي محو واثـبـات
والأمر فيه أخي محو واثـبـات
لا تجزعن لامر قد دهـيت بـه * * *
فقد أتانا بيسر الـعـسـر آيات
فقد أتانا بيسر الـعـسـر آيات
ورب ذي كربة بانت مضرتهـا * * *
تبدو وباطنها فيه الـمـسـرات
تبدو وباطنها فيه الـمـسـرات
وكم مبهان عيان الناس تشـنـؤه * * *
من الهوان تغشية الكـرامـات
من الهوان تغشية الكـرامـات
هذا الذي ناله كـرب وكـابـده * * *
ضر وحلت به في الوقت آفات
ضر وحلت به في الوقت آفات
وفرق الدهر منه شمل الفـتـه * * *
فكلهم بعد طول الجمع اشتـات
فكلهم بعد طول الجمع اشتـات
أعطاه مولاه خيرا ثم جاء بـهـم * * *
وفي الجميع إلى المولى اشارات
وفي الجميع إلى المولى اشارات
سبحان من عمت الأكوان قدرتـه * * *
وأخبرت بـتـدانـيه الـدلالات
وأخبرت بـتـدانـيه الـدلالات
فهو القريب ولكـن لا يكـيفـه * * *
عقل وليست تدانيه المسـافـات
عقل وليست تدانيه المسـافـات
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم