معلقة امرؤ القيس المشهورة بقصيدة قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
اتيت اليكم بقصيدة من الاشعار العريقة قفا نبك من ذِكرى حبـيب ومنـزل و العظيمة حيث تمتع العرب على مر العصور بالفصاحة و البلاغة ، و من اجل ذلك جاء القران الكريم بلسان عربي ، ليتحدى فصاحة العرب و بلاغتهم . فتحداهم على الرغم من فصاحتهم ان ياتوا و لو باية من ايات القران الكريم و اليكم معلقة امرؤ القيس قفا نبك من ذِكرى حبـيب و منـزل و التي هي احدى المعلقات القديمة و التي انشدها و كتبها عظام الشعراء و كتبوها بماء الذهب . لن اطيل عليكم اترككم مع القصيدة .
قفا نبك من ذِكرى حبـيب و منـزل
|
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
|
فتوضح فالمقراة لم يَعـفُ رسمهاَ
|
لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
|
تـرى بَـعَـرَ الأرْآمِ فـي عَرَصاتِـهـا
|
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
|
كـأني غَــداة َ البَيْــنِ يَـوْمَ تَحَمَلّـوا
|
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
|
وُقوفـاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِــيَّهُـمْ
|
يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
|
وإنَّ شــفائـي عبـــرة ٌ مــهراقــة ٌ
|
فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
|
كدأبــكَ من أمِّ الحويَـرثِ قــبلهــا
|
وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
|
فَفاضَت دُموعُ العَــــــينِ مِنّي صَبابَةً
|
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
|
ألا ربَّ يــــومٍ لـــك مِ،،نْهُــنَّ صالــح
|
ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
|
و يــوم عقـرتُ للعـذارى مـــطيـتي
|
فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
|
فظـــلَّ العــــذارى يرتـمينَ بلحمهـا
|
وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
|
و يوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عـنـــيزة
|
فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
|
تقــولُ و قــد مالَ الغَبيطُ بنا معـــأ
|
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
|
فقُلتُ لها سيري و أرْخــي زِمامَـهُ
|
ولا تُبعديني من جناك المعللِ
|
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ و مُرْضــعٍ
|
فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
|
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ
|
بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
|
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت
|
عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
|
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل
|
وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
|
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ
|
فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
|
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي
|
وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
|
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي
|
بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
|
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها
|
تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
|
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً
|
عليّ حِراساً لو يُسروّن* مقتلي
|
إذا ما الثريا في السماء تعرضت
|
تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
|
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها
|
لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
|
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ
|
وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
|
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا
|
على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
|
فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى
|
بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
|
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت
|
عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
|
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها
|
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
|
مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ
|
ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
|
كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ
|
غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
|
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي
|
بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
|
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش
|
إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
|
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
|
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
|
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا
|
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
|
وكشح لطيف كالجديل مخصر
|
وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
|
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ
|
أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
|
تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها
|
منارة ُ ممسى راهب متبتل
|
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها
|
نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
|
إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة
|
إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
|
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِبا
|
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
|
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه
|
نصيح على تعذَاله غير مؤتل
|
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
|
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
|
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه
|
وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
|
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
|
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
|
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
|
بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
|
كأن الثريا علِّقت في مصامها
|
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
|
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
|
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
|
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً
|
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
|
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
|
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
|
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى
|
أثرنَ غباراً بالكديد المركل
|
على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ
|
إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
|
يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواته
|
وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
|
دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ
|
تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
|
لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
|
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
|
كأن على الكتفين منه إذا انتحى
|
مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلاية َ حنظلِ
|
وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
|
وباتَ بعيني قائماً غير مرسل
|
فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
|
عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
|
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
|
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
|
فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
|
جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
|
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ
|
دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
|
وظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
|
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
|
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه
|
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
|
كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره
|
عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
|
وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه
|
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
|
أحار ترى برقاً أريك وميضه
|
كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
|
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ
|
أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
|
قعدت له وصحيبتي بين حامر
|
وبين اكام بعدم متأمل
|
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
|
يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
|
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة
|
وَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ
|
كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ً
|
من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
|
كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِ
|
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
|
وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
|
نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
|
كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
|
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
|
على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ
|
وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
|
وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
|
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
|
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم