random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكاية العابد من بني اسرائيل و زوجته ( الصبر على الفقر )


حكاية العابد من بني اسرائيل و زوجته


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...


يحكى أنه كان من بني إسرائيل رجل من أخير الرجال و أحسنهم ، وقد اجتهد في عبادة ربه وزهد دنياه وأزالها عن قلبه ، وكانت له زوجة صالحة ، مساعدة له على شأنه ، مطيعة له في كل زمان ،  وكانا يعيشان من عمل الأطباق والمراوح يعملان النهار كله فإذا كان آخر النهار خرج الرجل بما عملاه في يده ومشى به يمر على الأزقة والطرق يلتمس مشترياً يبيع له ذلك ، وكانا يديمان الصوم  و العبادة ، فأصبحا في أحد الأيام صائمان ، وقد عملا يومهمابأكمله ، فلما كان آخر النهار وخرج على عادته وبيده ما عملاه يطلب من يشتريه منه ، فمر بباب أحد أبناء الدنيا وأهل الرفاهية والجاه ، وكان الرجل وضيء الوجه جميل الصورة ، فرأته امرأة صاحب الدار فعشقته ومال قلبها إليه ميلاً شديداً ، وكان زوجها غائباً ، فدعت خادمتها وقالت لها: لعلك تتحيلين على ذلك الرجل لتأتي به عندنا. فخرجت الخادمة ودعته لتشتري منه ما بيده وردته من طريقه.  وقالت: ادخل فإن سيدتي تريد أن تشتري من هذا الذي بيدك شيئاً بعد أن تختبره وتنظر إليه ، فتخيل الرجل أنها صادقة في قولها، ولم ير في ذلك بأساً فدخل وقعد كما أمرته فأغلقت الباب عليه ، وخرجت سيدتها اليه ، وأمسكت بجلابيبه وجذبته وأدخلته و قالت له : كم ذا أطلب خلوة منك ، وقد عيل صبري من أجلك ، وهذا البيت مبخر والطعام محضر وصاحب الدار غائب في هذه الليلة ، وأنا قد وهبت لك نفسي ، و لطالما طلبتني الملوك والرؤساء وأصحاب الدنيا فلم ألتفت لأحد منهم ، وطال أمرها في القول والرجل لا يرفع رأسه من الأرض حياء من الله تعالى وخوفاً من أليم عقابه كما قال الشاعر:
ورب كبيرة ما حال بيني * * *       
وبين ركوبها إلى الحياء
وكان هو الدواء لها ولكن   * * *      
إذا ذهب الحياء فلا دواء
فكر الرجل و قد طمع  في أن يخلص نفسه منها فلم يقدر ،  فقال: أريد منك شيئاً فقالت : و ما هو ؟ قال: أريد ماء طاهراً أصعد به إلى أعلى موضع في دارك لأقضي به أمراً وأغسل به درناً ، مما لا يمكنني أن أطلعك عليه ، فقالت: الدار متسعة ولها خبايا وزوايا ، وبيت المطهرة معد، قال: ما غرضي إلا الارتفاع، فقالت لخادمتها: اصعدي به إلى المنظرة العليا من الدار، فصعدت به إلى أعلى موضع فيها ودفعت له آنية الماء ونزلت، فتوضأ الرجل وصلى ركعتين ونظر إلى الأرض ليلقي نفسه فرآها بعيدة، فخاف أن لا يصل إليها وقد يتمزق، ثم تفكر في معصية الله تعالى وعقابه فهان عليه بذل نفسه وسفك دمه، فقال: إلهي وسيدي ترى ما نزل بي ولا يخفى عليك حالي إنك على كل شيء قدير، ثم إن الرجل ألقى نفسه من أعلى المنظرة، فبعث الله إليه ملكاً احتمله على جناحه وأنزله إلى الأرض سالماً دون أن يناله ما يؤذيه فلما استقر بالأرض حمد الله عز وجل على ما أولاه من عصمته وما أناله من رحمته. الله يحفظ عباده الصالحين ، وسار دون شيء إلى زوجته وكان قد أبطأ عنها فدخل وليس معه شيء فسألته عن سبب بطئه وعما خرج به في يده ، وما فعل به وكيف رجع بدون شيء ، فأخبرها بما عرض له من الفتنة وأنه ألقى نفسه من ذلك الموضع فنجاه الله، فقالت زوجته: الحمد لله الذي صرف عنك الفتنة وحال بينك وبين المحنة ، ثم قالت: يا رجل إن الجيران قد تعودوا منا أن نوقد تنوراً كل ليلة، فإن رأونا الليلة دون نار، وعلموا أننا بلا شيء ، ومن شكر الله كتم ما نحن فيه من الخصاصة ووصال صوم هذه الليلة باليوم الماضي ، وقيامها لله تعالى، فقامت إلى التنور وملأته حطباً وأضرمته لتغالط به الجيران ، وأنشدت تقول هذه الأبيات:
سأكتم ما بي من غرامي وأشجانـي  * * *        
وأضرم ناري كي أغالط جيرانـي
وأرضى بما أمضى من الحكم سيدي   * * *      
عساه يرى ذلي إليه فيرضـانـي
 و لكي تغالط الجيران ، نهضت هي وزوجها فتوضآ وقاما إلى الصلاة، فإذا امرأة من جاراتها تستأذن في أن توقد من تنورها فقالا لها: لا شأنك والتنور فلما دخلت المرأة من التنور لتأخذ النار نادت: يا فلانه أدركي خبزك قبل أن يحترق ، فقالت امرأة الرجل لزوجها: أسمعت ما تقول هذه المرأة ؟ فقال: قومي وانظري ، فقامت وتوجهت للتنور فإذا هو قد امتلأ من خبز نقي أبيض فأخذت المرأة الأرغفة ودخلت على زوجها وهي تشكر الله عز وجل على ما أولى من الخير العميم والمن الجسيم  ، فأكلا من الخبز وشربا من الماء ، وحمدا الله تعالى، ثم قالت المرأة لزوجها: تعال ندعو الله تعالى عساه أن يمن علينا بشيء يغنينا عن كد العيشة وتعب العمل ويعيننا به على عبادته والقيام بطاعته قال لها: نعم فدعا الرجل ربه وأمنت المرأة على دعائه، فإذا السقف قد انفرج ونزلت ياقوتة أضاء البيت من نورها فزادا شكراً وثناء ، وسرا بتلك الياقوتة سروراً كثيراً وصليا ما شاء الله تعالى. فلما كان آخر الليل ناما فرأت المرأة في منامها كأنها دخلت الجنة وشاهدت منابر كثيرة مصفوفة ، وكراسي كثيرة منصوبة ، فقالت: ما هذه المنابر وما هذه الكراسي؟ فقيل لها: هذه منابر الأنبياء ، وهذه كراسي الصديقين والصالحين ، فقالت: وأين كرسي زوجي فلان ؟ فقيل لها: هذا فنظرت إليه فإذا في جانبه ثلم فقالت: وما هذا الثلم ؟ فقيل لها: هو ثلم الياقوتة المنزلة عليكما من سقف بيتكما. فانتبهت من منامها وهي باكية حزينة على نقصان كرسي زوجها بين كراسي الصديقين فقالت: أيها الرجل ادع ربك أن يرد هذه الياقوتة إلى موضعها فمكابدة الجوع والمسكنة في الأيام القلائل أهون من ثلم كرسيك بين أصحاب الفضائل ، فدعا الرجل ربه فإذا الياقوتة قد سارت صاعدة إلى السقف ، وهما ينظران إليها وما زالا على فقرهما وعبادتهما حتى لقيا الله عز وجل. 
 ان أعجبتكالقصة فاحمد الله تعالى على النعم التي أنعمها عليك ، فمكابدة الأحزان و الآلام و الجوع و الفقر في الدنيا الفانية أهون من تجرع الندم و الحسرة في الآخرة الخالدة .
لا تنسوا ايها الأعزاء متابعة المدونة و الاشتراك بها ليصلكم كل جديد .

 النهــــــايـــــــة



شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

السباق نحو العلا

2016