هل ذم الله تعالى او نبيه عليه السلام #الدنيا ؟؟!!
اعزائي متابعي مدونتنا الكرام اهلا و سهلا بكم التقي بكم في هذه المقالة بعنوان هل ذم الله تعالى الحياة الدنيا و هل ذم النبي عليه و على اله افضل الصلاة و اتم تسليم الدنيا هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة
إن الذم الوارد في القران الكريم ليس على ذات الدنيا , انما على كل ما يرتكب في الدنيا من اثام و معاصي , بدءا من الشرك بالله و هو اكبر معصية , الى ادنى معصية كمثل ان تضع حجرا في الطريق ليعرقل سير الناس .
ففي ذلك قال على رضي الله عنه عن الدنيا : " الدنيا دار صدق لمن صدقها , و دار غنى لمن تزود منها و دار نجاة لمن فهم عنها , فهي مهبط وحي الله , و مصلى ملائكته , و مسجد أنبيائه , و متجر اوليائه , ربحوا فيها الرحمة , و اكتسبوا فيها الجنة , فمن ذا الذي يذمها و قد آذنت ببينها , و قد نادت بفراقها . "
نعم انك لن تحصل الجنة يوم القيامة الا اذا غرست في الدنيا غرسا طيبا .
الا ان عبرت هذه القنطرة عبورا اما يوصلكك الى النعيم او الجحيم و العياذ بالله .
و ما رواه الامام بخاري و مسلم عن النبي عليه و على اله افضل صلاة و اتم تسليم :" ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " .
فهذه حقيقة الدنيا لا تنظر اليها على انها خاطئة . بل ابدا حياتك و لا تياس و لا تحزن و اعلم انك فيها في ايام ان وظفتها توظيفا صحيحا لخيري الدنيا و الاخرة فأنت في جنة , فإن لم تدخل جنة الدنيا لن تدخل جنة الاخرة.
فالمؤمن يعيش في سعادة و رضا لانه يعلم تماما حقيقة الدنيا و الاخرة , و لا يوجد عنده تمزق داخلي او تشدد لقوله تعالى : " من عمل صالحا من ذكر او انثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم باحسن ما كانوا يعملون ." (النحل)
فهذه هي السعادة الحقيقية , ان تعرف حقيقة الحياة الدنيا , فان عرفت ذلك يقينا فاعلم بان الحياة الدنيا محدودة باجل , فلا تنظر اليها من خلال نظرتك للامم السابقة و القرون اللاحقة انما انظر اليها من خلال حياتك انت فحياتك هي مدة بقاؤك انت في هذه الارض , فالحياة بالنسبة لك و بالنسبة لي محدودة باجل . فمهما طالت فهي موقوتة و محدودة بأجل فهي حتما سوف تنتهي بصفة عامة
فمهما طالت فهي قصيرة , و ان عظمت فهي حقيرة , كما قلنا ان الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر و العمر مهما طال لا بد من دخول القبر .
ففي الحياة يموت الصالحون و يموت الطالحون , يموت المجاهدون و يموت القاعدون المتخاذلون , يموت المعتزون بالعقيدة و يموت المستذلون للعبيد , يموت الشرفاء الحريصون على الحياة بعزة و كرامة و يموت الجبناء الحريصون على الحياة باي ثمن , يموت اصحاب الاهتمامات الكبيرة و العظيمة و الهمم العالية و يموت التافهون الذين لا يعيشون الا من اجل شهواتهم الحقيرة و تلبية نزواتهم الرخيصة , فالكل يفنى و يموت . قال تعالى :- " كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام " . و في اية أخرى " كل شيئ هالك الا وجهه " .
فهذه هي الحقيقة الكبيرة التي تجعل كل البشرية خاضعة لدين الله ,
لله خالق السموات و الارض, هي الحقيقة التي تنادي في اذن كل سامع و عاقل و كل اديب و مفكر , الا ان البقاء فقط للحي القيوم الذي لا يفنى و لا يموت , هي الحقيقة التي شرب كأسها الانبياء و المرسلون , بل و العصاة و الطائعون , و ما اجمل قول الشاعر :-
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
و اذكــر ذنــوبك و ابكها يا مذنـب
لـم ينســـه الملكـان حيــن نســـيته
بــــل أثـبتـاه و أنـــت لاه تلـعــــب
والـروح منــك وديــعـة أودعتـها
ستـــــردها بـالـرغـم منـك و تسـلب
و غـرور دنـيـاك الـتي تســعى لهـا
دار حقـيـقـتـهــا متــــاع يــذهـــــب
الليــــل فـاعلــم و النهــار كـلاهـمــا
أنــفـاسـنـا فيهـمــا تعــــد و تـحـسـب
أما ما قاله الفضيل بن عياض رحمه الله من خلال رواية قصة الفضيل ابن عياض و الرجل
لقي الفضيل بن عياض رجلا ؛
فقال له الفضيل : «كم عمُرك ؟
قال الرجل : ستون سنة .
قال الفضيل : إِذَا أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله يوشك أن تصل .
فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون .
قال الفضيل : هل تعرف معناها .
قال : نعم أعرف أنيّ عبد لله وأني إليه راجع .
فقال الفضيل : يا أخي » مَنْ عرف أنه لله عبد » وأنه إلى الله راجع فليعلم أنه موقوفٌ
بين يديه » ومن عَلِم أنه موقوف بين يديه »
فليعلم أنه مسؤول » ومن علم أنه مسؤول فليعدٌ للسؤال جوابًا .
فبكى الرجلٌ وقال : وما الحيلة ؟
قال الفضيل : يسيرة .
قال : وما هي ير حمك الله ؟
قال : تُحسن فيما بقي , يغفر الله لك ما قد مضى وما بقي فإنك إن أسأت فيما بقي
أخذت بما مضى وما بقي .
وسأل سليمان بن عبد الملك أبا حازم العالم الزاهد العابد
و قال:- يا أبا حازم لماذا نحب الدنيا ونكره الموت ؟
فقال أبو حازم : لأنكم عمّرتم دنياكم وخرّبتم أخراكم ؛ فأنتم
تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب .فقال سليمان بن عبد الملك : فما لنا عند الله يا أبا حازم ؟
قال : اعرض نفسك على كتاب الله لترى ما لك عند الله جل وعلا .
فقال : وأين أجد ذلك يا أبا حازم ؟
قال في قول الله تعالى : « إن آلَْابرَارَ لفى نِعيم , وَإِنَ آلْفْجَارَ لفى جحيم »
قال سليان : فأين رحمة الله يا أبا حازم ؟
قال : إن رحمة الله قريب من المحسنين .
فقال سليمان بن عبد الملك : فكيف العرض عل الله تبارك وتعالى غدًا ؟
فقال أبو حازم : أما المؤمن فكالغائب يرجع إلى أهله وأما المسييء
فكالعبد الآبق يرجع إلى سيده .
نعم هذه الحقيقة .. أعلّمٌ أنك تعرفها وأنا أعرفها ؛ لكننا نغفل عنها
ونتناساها ولا نذكرها إلّا ونحن نحمل جنازة » بل وربما يتغافل عنها
البعض و هم يسيرون في الجنازة ؛ فتراهم يتحدّثون في أمر من أمور الدنيا
وهم يرون الموت أمام أعينهم ؛ بل ويحملونه على أكتافهم وقد انشغلوا
حتى في هذه اللحظات عن هذه الحقيقة التي ذكّرنا بها رب الأرض و السمواتوذكٌّرنا بها نبينا عليه و على اله أفضل السلام وأزكى الصلوات ؛
قال تعالى : " وَجَاءَتَ سَكرة الموت بِآلحَقَ ذَالِكَ مَا كنت مِنْه تحيدٌ" .
فالموت له سكرات وله كربات ؛
هذا ما سوف نتحدث عنه في المقالة القادمة بإذن الله تعالى
فلا تنسوا متابعتنا ليصلكم اشعار بكل جديد
للاستماع الى المقالة عبر الفيديو التالي
لا تنسوا الاشتراك في قناة اليوتيوب
نرجو دعم المحتوى الاسلامي من خلال الاشتراك و المتابعة
ان وجدتم المواضيع نافعة و تستحق الدعم فنرجو التبرع للمدونة و قناة اليوتيوب
لكي نعمل على تطوير المحتوى الاسلامي و جزاكم الله خير
للتبرع عبر البنوك الالكترونية
بايير P1023284775
...................................
بيرفكت موني حساب U31894335
..........................................
الويب موني Z709271044136
.......................................
او من خلال التيثر usdt
TQAG8YuKqCtUpSAjxHiAuaV31Q33J7bbZb
دمتم بعز
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم