حكاية الحذر لا يمنع من وقوع القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعي مدونة السباق نحو العلا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ...
إلى القصة ... 😊...
كان يا مكان في سالف العصر و الزمان عصفور يأتي كل يوم إلى ملك من ملوك الطير و كان الملك هو الطاووس ، ولم يزل العصفورغادياً و رائحاً عند الطاووس الملك ، حيث كان العصفور هو أول داخل عليه وآخر خارج من عنده . صادف مرة أن جماعة من الطير اجتمعوا في جبل عال من الجبال قائلين : إنا قد كثرنا و كثر الاختلاف بيننا ، ولا بد لنا من ملك ينظر في أمورنا فتتوحد كلمتنا و يزول الاختلاف عنا ، فمر بهم ذلك العصفور فأشار عليهم بتمليك الطاووس وهو الملك الذي يتردد إليه فاختاروا الطاووس وجعلوه عليهم ملكاً . فأحسن إليهم كثيرا و جعل ذلك العصفور كاتبه ووزيره . فكان تارة يترك الملازمة و ينظر في الأمور ، ثم إن العصفور غاب يوماً عن الطاووس فقلق قلقاً عظيماً فبينما هو كذلك إذ دخل عليه العصفور فقال له الملك : ما الذي أخرك عني و أنت أقرب الناس مني ؟! . فقال العصفور للطاووس الملك : رأيت أمراً و اشتبه علي فخفت منه كثيرا ، فقال له الطاووس الملك : و ما هو الذي رأيته و اخافك ؟! قال العصف " رأيت رجلاً معه شبكة قد نصبها عند وكري و ثبت أوتادها و بذر في وسطها حباً و قعد بعيداً عنها فجلست انظر ما يفعل . فبينما أنا اراقبه من وكري إذا بكركي هو وزوجته قد ساقهما القضاء والقدر حتى سقطا في وسط الشبكة ، فصارا يصرخان فقام الصياد وأخذهما فأزعجني ذلك وهذا سبب غيابي عنك يا ملك الزمان . و ما بقيت أسكن هذا الوكر حذراً من الشبكة ، فقال له الطاووس : لا ترحل من مكانك لأنه لا ينفع الحذر من القدر فامتثل أمره ، و قال العصفور : سأصبر ولا أرحل طاعة للملك ولم يزل العصفور محاذراً على نفسه وأخذ الطعام إلى الطاووس فأكل حتى اكتفى وتناول على الطعام ماء ثم ذهب العصفور. فبينما هو في بعض الأيام شاخصاً إذا بعصفورين يقتتلان في الأرض فقال في نفسه : كيف أكون وزير الملك وأرى العصافير تقتتل في جواري والله لأصلح بينهما ، ثم ذهب إليهما ليصلح بينهما فقلب الصياد الشبكة على الجميع فوقع العصفور في وسطها فقام إليه الصياد وأخذه ودفعه إلى صاحبه و قال : استوثق به فإنه سمين . انني لم أر أحسن منه ، فقال العصفور في نفسه قد وقعت فيما كنت أخاف و ما كان آمناً إلا الطاووس . ولم ينفعني الحذر من القدر فلا مفر من القضاء للمحاذر وما أحسن قول الشاعر: شعر عن القضاء و القدر
ما لا يكون فلا يكون بحيلة * * *
أبداً وما هو كائن سيكـون
سيكون ما هو كائن في وقته * * *
وأخو الجهالة دائماً مغبون
و ختم قائلا ان الحذر لا يمنع من وقوع القدر. فانصحكم متابعي الكرام بالدعاء كما وصانا المصطفى عليه الصلاة و السلام حيث ان القدر و الدعاء يتصارعان حتى يغلب احدهما الاخر . الدعاء قد يمنع وقوع القدر . و قد يخفف من حدة القدر
الى اللقاء في قصة جديدة الى ذلك الحين دمتم بعز
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم