السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي مدونة ملاذ الحائرين هنا أهلا بكم وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وسعادة ونتمنى لكم وقتا ممتعا و شيقا مع قصصنا في مدونتكم فحللتم أهلا ونزلتم سهلا ... إلى القصة ... 😊...
1- حكاية ملك الموت مع الملك المغرور.
ومما يحكى أيها السادة الكرام أن ملكاً من الملوك المتقدمين ، أراد أن يركب يوماً في جملة أهل مملكته وأرباب دولته. ويظهر للخلائق عجائب زينته ، فأمر أصحابه وأمراءه وكبراء دولته أن يأخذوا الأهبة و الاستعداد للخروج معه ، وأمر خازن الثياب بأن يحضر له من أفخر الثياب ما يصلح للملك في زينته ، وأمر بإحضار خيله الموصوفة العتاق المعروفة ، ففعلوا ذلك ثم إنه اختار من الثياب ما أعجبه ومن الخيل ما استحسنه ، ثم لبس الثياب وركب الجواد وسار بالموكب والطوق المرصع بالجواهر وأصناف الدرر واليواقيت، وجعل يركب الحصان في عسكره ويفتخر بتيهه وتجبره، فأتاه إبليس فوضع يده على ممخره ونفخ في أنفه نفخة الكبر والعجب فزها وقال في نفسه : من في العالم مثلي وطفق يتيه بالعجب الأكبر ويظهر الأبهة ويزهو بالخيلاء ولا ينظر إلى أحد من تيهه وتكبره وعجبه وفخره. فوقف بين يديه رجل عليه ثياب رثة ، فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ، الملك لا يرد السلام على الرجل ..فقبض على عنان فرسه فقال له الملك : ارفع يدك فإنك لا تدري بعنان من قد أمسكت ، فقال له : إن لي إليك حاجة ، فقال: اصبر حتى أنزل واذكر حاجتك ، فقال : إنها سر ولا أقولها إلا في أذنك فمال بسمعه إليه فقال له : أنا ملك الموت وأريد قبض روحك فقال : امهلني بقدر ما أعود إلى بيتي وأودع أهلي وأولادي وجيراني وزوجتي فقال : كلا لا تعود ولن تراهم أبداً فإنه قد مضى أجل عمرك ، فأخذ روحه وهو على ظهر فرسه فخر ميتاً ومضى ملك الموت من هناك.
2- حكاية ملك الموت مع الرجل الصالح
فأتى ملك الموت رجلاً صالحاً قد رضي الله عنه ، فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ملك الموت : أيها الرجل الصالح إن لي إليك حاجة وهي سر، فقال له الرجل الصالح : اذكر حاجتك في أذني، فقال : أنا ملك الموت ، فقال الرجل مرحباً بك الحمد لله فإني كنت كثيراً أراقب مجيئك ووصولك إلي، ولقد طالت غيبتك على المشتاق إلى قدومك ، فقال له ملك الموت : إن كان لك شغل فاقضه ، فقال له : ليس لي شغل أهم عندي من لقاء ربي عز وجل فقال : كيف تحب أن أقبض روحك ، فإني أمرت أن أقبضها كيف أردت وأحببت ، فقال : أمهلني حتى أتوضأ وأصلي فإذا سجدت فاقبض روحي وأنا ساجد فقال ملك الموت : إن ربي عز وجل أمرني أن لا أقبض روحك إلا باختيارك كيف أردت، وأنا أفعل ما قلت ، فقام الرجل وتوضأ وصلى فقبض ملك الموت روحه وهو ساجد ونقله الله تعالى إلى محل الرحمة والرضوان والمغفرة.
3- حكاية ملك الموت مع الملك الظالم لنفسه.
وحكي يا سادة أن ملكاً من الملوك كان قد جمع مالاً عظيماً لا يحصى عدده ، واحتوى على أشياء كثيرة من كل نوع خلقه الله تعالى في الدنيا، ليرفه عن نفسه ، حتى إذا أراد أن يتفرغ لما جمعه من النعم الطائلة بنى له قصراً عالياً مرتفعاً شاهقاً يصلح للملوك ويكون لائقاً ثم ركب عليه بابين ، ووثب له الغلمان والأجناد والبوابين كما أراد ، ثم أمر الطباخ في بعض الأيام أن يصنع له شيئاً من أطيب الطعام، وجمع أهله وحشمه وأصحابه وخدمه ليأكلوا عنده وينالوا رفده ، وجلس على سرير مملكته وسيادته واتكأ على وسادته وخاطب نفسه وقال: يا نفس قد جمعت لك نعم الدنيا بأسرها، فالآن تفرغي وكلي من هذه النعم مهنأة بالعمر الطويل والحظ الجزيل ، ولم يفرغ مما حدث به نفسه ، حتى أتاه رجل من ظاهر القصر عليه ثياب رثة وفي عنقه مخلاة معلقة على هيئة سائل يسأل الطعام فجاء وطرق حلقة باب القصر طرقة عظيمة هائلة كادت تزلزل القصر وتزعج الشرير، فخاف الغلمان فوثبوا إلى الباب وصاحوا بالطارق وقالوا له : ويحك ما هذه الفعلة وسوء الأدب ، اصبر حتى يأكل الملك ونعطيك مما يفضل ، فقال للغلمان : قولوا لصاحبكم يخرج إلي حتى يكلمني فلي حاجة وشغل مهم وأمر ملم، قالوا : تنح أيها الضيف ، من أنت حتى تأمر صاحبنا بالخروج إليك ؟ فقال لهم : عرفوه بقصتي، فجاؤوا إلى الملك وعرفوه فقال : هلا زجرتموه وجردتم عليه السلام ونهرتموه ، ثم طرق الباب أعظم من الطرقة الأولى فنهض الغلمان إليه بالعصي والسلام وقصدوه ليحاربوه فصاح بهم صيحة وقال : الزموا أماكنكم فأنا ملك الموت فرعبت قلوبهم وذهبت عقولهم ، وطاشت حلومهم وارتعدت فرائصهم، وبطلت عن الحركة جوارحهم، فأخبروا الملك انه ملك الموت . فقال لهم الملك: قولوا له أن يأخذ بدلاً مني وعوضاً عني، فقال ملك الموت: لا آخذ بدلاً ولا أتيت إلا من أجلك ، ثم أن ملك الموت قبض على روحه وهو على سريره قال الله تعالى : (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون).
ومما يحكى أن ملكاً جباراً من ملوك بني إسرائيل كان في بعض الأيام جالساً على سرير مملكته ، فرأى رجلاً قد دخل عليه من باب الدار وله صورة منكرة وهيئة هائلة، فاشمئز من هجومه عليه وفزع من هيئته فوثب في وجهه وقال : من أنت أيها الرجل ، ومن أذن لك بالدخول علي وأمرك بالمجيء إلى داري ؟ فقال : أمرني صاحب الدار ، وأنا لا يحجبني حاجب ولا أحتاج في دخولي على الملوك إلى اذن ، ولا أرهب سياسة سلطان ، ولا كثرة أعوان، أنا الذي لا يفزعني جبار ولا لأحد من قبضت فرار، أنا هادم اللذات ومفرق الجماعات، فلما سمع الملك هذا الكلام خر على وجهه ودبت الرعدة في بدنه ووقع مغشياً عليه ، فلما أفاق قال : أنت ملك الوت قال : نعم . قال : أقسمت عليك بالله إلا ما أمهلتني يوماً واحداً لأستغفر من ذنبي وأطلب العذر من ربي وأرد الأموال التي في خزائني إلى أربابها، ولا أتحمل مشقة حسابها، وويل عقابها فقال ملك الموت: هيهات لا سبيل لك إلى ذلك. وكيف أمهلك وأيام عمرك محسوبة وأنفاسك معدودة وأوقاتك مثبوتة مكتوبة ؟ فقال : أمهلني ساعة فقال : إن الساعة في الحساب قد مضت وأنت غافل ، وانقضت وأنت ذاهل ، وقد استوفيت أنفاسك ولم يبق لك إلا نفس واحد فقال : من يكون عندي إذا نقلت إلى لحدي؟ قال : لا يكون عندك إلا عملك ، فقال : ما لي عمل قال : لا جرم أنه يكون مقيلك في النار ومصيرك إلى غضب الجبار، ثم قبض روحه فخر ساقطاً عن سريره ووقع إلى الأرض فحصل الضجيج في أهل مملكته وارتفعت الأصوات وعلا الصياح والبكاء ولو علموا ما يصير إليه من سخط ربه لكان بكاؤهم عليه أكثر وعويلهم أشد وأوفر.
نسأل الله العلي القدير ان يكتب لنا و لكم بحسن الخاتمة و المغفرة انه وحده القدير.
لا تنسوا متابعتنا و التعليق و مشاركة القصة لتعم الفائدة
ومما يحكى أن ملكاً جباراً من ملوك بني إسرائيل كان في بعض الأيام جالساً على سرير مملكته ، فرأى رجلاً قد دخل عليه من باب الدار وله صورة منكرة وهيئة هائلة، فاشمئز من هجومه عليه وفزع من هيئته فوثب في وجهه وقال : من أنت أيها الرجل ، ومن أذن لك بالدخول علي وأمرك بالمجيء إلى داري ؟ فقال : أمرني صاحب الدار ، وأنا لا يحجبني حاجب ولا أحتاج في دخولي على الملوك إلى اذن ، ولا أرهب سياسة سلطان ، ولا كثرة أعوان، أنا الذي لا يفزعني جبار ولا لأحد من قبضت فرار، أنا هادم اللذات ومفرق الجماعات، فلما سمع الملك هذا الكلام خر على وجهه ودبت الرعدة في بدنه ووقع مغشياً عليه ، فلما أفاق قال : أنت ملك الوت قال : نعم . قال : أقسمت عليك بالله إلا ما أمهلتني يوماً واحداً لأستغفر من ذنبي وأطلب العذر من ربي وأرد الأموال التي في خزائني إلى أربابها، ولا أتحمل مشقة حسابها، وويل عقابها فقال ملك الموت: هيهات لا سبيل لك إلى ذلك. وكيف أمهلك وأيام عمرك محسوبة وأنفاسك معدودة وأوقاتك مثبوتة مكتوبة ؟ فقال : أمهلني ساعة فقال : إن الساعة في الحساب قد مضت وأنت غافل ، وانقضت وأنت ذاهل ، وقد استوفيت أنفاسك ولم يبق لك إلا نفس واحد فقال : من يكون عندي إذا نقلت إلى لحدي؟ قال : لا يكون عندك إلا عملك ، فقال : ما لي عمل قال : لا جرم أنه يكون مقيلك في النار ومصيرك إلى غضب الجبار، ثم قبض روحه فخر ساقطاً عن سريره ووقع إلى الأرض فحصل الضجيج في أهل مملكته وارتفعت الأصوات وعلا الصياح والبكاء ولو علموا ما يصير إليه من سخط ربه لكان بكاؤهم عليه أكثر وعويلهم أشد وأوفر.
نسأل الله العلي القدير ان يكتب لنا و لكم بحسن الخاتمة و المغفرة انه وحده القدير.
لا تنسوا متابعتنا و التعليق و مشاركة القصة لتعم الفائدة
شكرا لمروركم فقد ازدانت مدونتنا بمروركم إشراقا وجمالا
فلا تبخلوا علينا بالمتابعة و التعليق و مشاركة المقال ان اعجبكم